دعا التجمّع الوطني الديمقراطي إلى التمسك بقيم العدالة والتحرر والمساواة، التي دعت إليها ثورة 23 يوليو، التي تصادف اليوم ذكراها التاسعة والستين. جاء ذلك في بيان أصدره التجمّع أكّد فيه أن الشعوب العربية اليوم هي في أمسّ الحاجة لروح التحدّي والكرامة والعزّة والثقة بالنفس، التي حملتها ثورة يوليو المجيدة.
وجاء في البيان أنّ ثورة يوليو ليست تاريخًا مضى فحسب، بل هي وما أتت به وما حرّكته ما تزال من اهم مقوّمات مشروع النهضة العربية المنشودة، ومن أكثر ما يمكن أن يساعد في انتشال العرب من حالتهم البائسة الحالية.
وشدّد البيان على انه "في الوقت الذي تتمزّق فيه الشعوب العربية وتهيمن فيه حالة التشظّي، فما لنا مخرجًا سوى ما حملته ثورة يوليو من ترسيخ وتطوير للثقافة القومية والهوية الجامعة. وفي مواجهة ضياع الاستقلال الوطني وزرع القواعد العسكرية الأمريكية في أرجاء الوطن العربي ورهن القرار السياسي والاقتصادي بمشيئة الولايات المتحدة، فإنّ مصر بعد ثورة يوليو هي خير مثال أن هناك بديل وأن الاستقلال الفعلي هو نقطة البداية، وبدونه يكون فقدان الإرادة وإضعاف الذات. وللتصدّي لمحاولات عربية لتهميش قضية فلسطين وحتّى التطبيع مع إسرائيل على حساب الشعب الفلسطيني، نحن بحاجة اليوم إلى الموقف الحازم لقادة ثورة يوليو، الذين أعلنوا في مستهل بيان الثورة أنّ الدفاع عن فلسطين كان العامل الأول لتحرّكهم لإسقاط النظام، وكما جاء في البيان "تسبب المرتشون والمغرضون في هزيمتنا في حرب فلسطين.. وتآمر الخونة على الجيش وتولّى أمره إما جاهل أو خائن أو فاسد حتى تصبح مصر بلا جيش يحميها."
وأضاف البيان: "لقد كانت ثورة يوليو، التي قادها الزعيم الراحل جمال عبد الناصر ورفاقه من الضبّاط الأحرار، علامة فارقة وتجربة عظيمة في تاريخ مصر والوطن العربي عمومًا. فهي جعلت الفلاح المصري صاحب أرضه وأنصفت ملايين الفقراء واعتمدت مبادئ العدالة الاجتماعية. وهي نفّذت مشروع مجانية التعليم، الذي أحدث ثورة اجتماعية وفتح باب التعليم أمام الطبقات الاجتماعية الفقيرة. كما حقّقت ثورة يوليو الاستقلال الفعلي وحرّرت البلاد من هيمنة الاستعمار، وأصبحت مصر من الدول الرائدة لمعسكر عدم الانحياز، وتم في فضائها الرحب زرع بذور النهضة القومية العربية كمشروع ثقافي سياسي إنساني تحرّري."
وأشار التجمّع في بيانه إلى أن فلسطينيي الداخل تفاعلوا مع ما جاءت به ثورة يوليو، حيث شكّل النور الحضاري الذي أشعّ علينا من القاهرة عاملا مهمًّا في تبديد ظلمات القهر الصهيوني وفي إفشال محاولة التدجين وفرض هوية "العربي الإسرائيلي" على مجتمعنا.
وحتى اليوم نجد أن من يشتمون عبد الناصر هم في تحالف مع حكومة نظام الابرتهايد الإسرائيلي.
وخلص البيان الى أن "كانت هناك أخطاء وما زالت هناك نقاشات مشروعة مع الثورة المصرية، وهذه أمور ملازمة لكل مشروع عظيم، لكن يبقى الدفاع، في هذا الزمن العصيب، عن روح ثورة يوليو هو دفاع عن الذات العربية وعن الحق الفلسطيني وعن العدالة الإنسانية."
[email protected]
أضف تعليق