كتب: عادل المرزوقي
نفتح عيوننا اليوم على تكبيرات عيد الأضحى، نرتدي أجمل ثيابنا، ونمضي مع من نحب إلى صلاة العيد، ونحن نردد «الله أكبر كبيرا.. والحمد لله كثيرا.. وسبحان الله بكرة وأصيلا»، حيث مصلياتنا ومساجدنا وشوارعنا وبيوتنا تعمر بالفرح.
اليوم نفتح أعيننا، وقد أتم الحجاج مناسكهم العظمى، نتابعهم وهم يرفعون أيديهم، ونحن معهم، إلى الله تجلى اسمه وتعالى، بأن يرفع عنا الوباء، وأن يحفظ بلادنا من كل شر، ندعوه باسمه الأعظم، أن يظللنا برحمته، وأن يعفو عنا ويرضى، وأن يتقبل منا جميعاً صالح الأعمال، ندعوه لأن يدفق الأمل في قلوب أحبطها اليأس، وأحاط بها القنوط. في صبيحة هذا اليوم، نمضي نحو بيوتنا وكل أحبائنا، لنلقي عليهم السلام، لنقدم لهم التهنئة بـ «العيد العود»، وقبل كل شيء، نحرص فيه على تقبيل أيدي ورؤوس أمهاتنا وآبائنا وشيابنا.
تلك بعض من طقوسنا التي تعودنا ممارستها في الأعياد، حيث نحتفي فيها بالفرح والأمل، ولكن هذا العام، سنضطر إلى ممارستها «عن بعد»، حيث سنغيب عن بيوت تعودنا ملاقاة أهلها، وسنغيب عن أبواب مقاصب البلدية، التي كنا نقصدها من أجل الأضاحي، فقد أصبح بالإمكان اختيارها «إلكترونياً»، عبر 88 تطبيقاً ذكياً. والسبب هو جائحة «كوفيد 19»، التي نعيش معها ظرفاً استثنائياً، يفرض علينا أن نبقي على «التباعد الاجتماعي»، حماية لكبارنا وصغارنا، ولأنفسنا أيضاً، في هذا العيد، لا نود قتل الفرح بالتجمعات، ولا نريد وأد الأمل بتجاهلنا وتساهلنا في تطبيق الإجراءات الاحترازية، التي فرضتها الدولة، ولا نتطلع لأن نقتل الفرح بتوسيع دائرة انتشار الفيروس بين أحبائنا، فـ «الفيروس» لا يفرق بين صغير وكبير، فكل ما يحتاج إليه هو الاستهتار.
[email protected]
أضف تعليق