بقلم : سري القدوة

في خطوة مهمة لرسم استراتجية السياسة العربية في منطقة الشرق الاوسط وخاصة علي صعيد ما يتعلق بالقضية الفلسطينية والقضايا العربية المشتركة يبدأ جلالة الملك عبدالله الثاني كأول قائد وزعيم عربي زيارته التاريخية الرسمية للعاصمة الأمريكية واشنطن بلقاء الرئيس الأمريكي جو بايدن في البيت الأبيض ومن المقرر ان يرافقه في زيارته الاولي للبيت الابيض جلالة الملكة رانيا العبدالله وسمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد ويعد اللقاء النوعي والهام والذي يعقد بعد سقوط ما يسمى صفقة القرن ليتم بلورة موقف موحد مع الرئيس الامريكي المنتخب بايدن حيث سيتناول اللقاء طبيعة العلاقات الاستراتيجية بين الأردن والولايات المتحدة وسبل تعزيزها في مختلف المجالات إضافة إلى آخر التطورات المتعلقة في الشأن الفلسطيني وخاصة فيما يجري بالقدس والممارسات التي تستهدف تهجير سكان المدينة المقدسة وتغير وضعها القائم من الناحية القانونية والسياسية .

ووفقا للبرنامج الخاص بترتيبات الزيارة سوف يتم ترتيب اجتماعات خاصة مع اركان الحكومة الامريكية بإدارتها المختلفة وقيادات الكونغرس والإدارة الامريكية ولجان الخدمات العسكرية والعلاقات الخارجية والمخصصات في مجلس الشيوخ إضافة إلى لجنة الشؤون الخارجية واللجنة الفرعية لمخصصات وزارة الخارجية والعمليات الخارجية والبرامج ذات الصلة في مجلس النواب ومراكز البحوث الأمريكية .

وتأتي زيارة العمل الملكية بعد عدد من اللقاءات والأنشطة الدبلوماسية الأردنية بقيادة جلالة الملك حيث كان جلالته قد التقى الرئيس محمود عباس وشارك في القمة الثلاثية الأردنية المصرية العراقية الرابعة في بغداد وتشكل القضية الفلسطينية محورا مهما للعمل العربي المشترك وأعطى جلاله الملك عبد الله الثاني الاهتمام الواسع في دعم الشعب الفلسطيني والمساهمة في ايجاد الحلول السياسية للقضية الفلسطينية واحتلت القضية الفلسطينية المحور الاول في اولويات السياسة الاردنية وكانت حاضرة ضمن اهتمام العمل العربي المشترك وأنه لا يمكن لمنطقتنا والعالم أن يحققوا الأمن والاستقرار والسلام الذي ننشد دون التوصل لحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية حيث عبر جلالته عن المشاعر والوجدان العربي من خلال حرصه على تحقيق العدالة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والعمل على تحقيق سلام شامل يلبي جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني على أساس حل الدولتين الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة والقابلة للحياة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس وفقا للقانون الدولي والمرجعيات المعتمدة ومبادرة السلام العربية .

لقد شكلت تلك المواقف استراتجية التوجه الاردني وأهمية بلورة حلول سياسية ودعم قيام الدولة الفلسطينية وجسدت المملكة وعملت على دعم خيار الدولة الفلسطينية المستقلة الذي هو خيار الشعب الفلسطيني الاوحد القائم من خلال مسيرة التضحية والفداء التي تواصلت منذ اكثر من مئة عام وكانت الثورة الفلسطينية هي حامية النضال الفلسطيني والمحافظة على وحدة هذا الشعب وأرضه ومتصدية للاحتلال ومحبطة مؤامرات التصفية والتبعية والاحتواء .

دوما كانت القضية الفلسطينية بالنسبة للهاشميين هي القضية المركزية الأولى وعملت الاردن علي تقديم كل الدعم للشعب الفلسطيني وتعزيز صموده وكرست المملكة كل امكانيتها لحماية ورعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس وشكلت رسالة لمن يغفل الحقيقية ويتجاهل الواقع القائم في القدس وتلك الروح الاردنية الصادقة التي تؤمن بعدالة القضية الفلسطينية والتي تؤكد دوما الحفاظ على ارث الاجداد وحمل الامانة بكل صدق وإخلاص ووفاء وان تلك الارادة الاردنية هي التي ستكون حاضرة خلال الزيارة المرتقبة للعاصمة الامريكية واشنطن .

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]