القدس مدينة عربية ضاربة جذورها في القدم بين مدن العالم منذ ما يقرب من6000 عام.قبل أن يسكنها أحد جاءها العرب الكنعانيون وبنوها، وما زال المسجد الأقصى فيها وقد بني بعد الكعبة المشرفة بأربعين عاما، وتزداد أهميتها بوجودها في أرض الشام التي سكنها غالب الأنبياء، ولأنها مدينة مقدسة وبركاتها كثيرة مع أهمية موقعها الجغرافي فلا تزال تتوالى عليها الأطماع والصراعات، وتتقلب على حكمها حضارات وممالك.
والشيء المؤكد الذي نؤمن به أن الله تعالى كتب أن هذه الأرض لا يعمّر فيها ظالم، ومن أرادها وأهلها بسوء هلك, لأن الله تعالى تكفل بها وبأهلها كما أخبر نبينا صلى الله عليه وسلم"...إِنَّ اللَّهَ قَدْ تَكَفَّلَ لِي بِالشَّامِ وَأَهْلِهِ" ، فلا يزال أصحابها العرب سكانها الأصليون يدافعون عنها ويعودون إليها مهما سامهم المستعمرون والمحتلون فيها من العذاب والترحيل وحاولوا تغيير معالمها أو عقول أهلها بشتى المشاريع.
كلما جاء "مستعمر" عابر محاولًا البقاء فيها, فيستعمل صنوف المكر والدهاء بحق أهلها ليصرفهم عن الدفاع عنها أو تحريرها ليخونوا أمانة الحفاظ عليها, ومحاولا إشغالنا بالتفاهات والصراعات، وكلما ظن أنه نجح بذلك وارتاح , فتمتد يده إلى القدس والأقصى ليحقق أطماعه ومشاريعه, وإذا بهذا الشعب يعود لرشده ووعيه وأصله ومعدنه الذي لا يصدأ مهما علاه الران, فينتفض في وجه المستعمر ويقول: لا وألف لا، فالأقصى خط أحمر، فيعود للذهب لمعانه وبريقه وينقشع الغبار ويظهر في الميدان صامدًا ثابتًا, فيقلب السحر على الساحر ويعود المحتل خائبًا مدحورًا يضرب كفا بكف, فيمسك رأسه بين يديه مفكرًا متعجبًا: ما الذي يحدث، أين جهود السنين والملايين، غافلًا أو متغافلًا أن فطرة هذه الشعب لا تتغير, وأن هويته وانتماءه مغروس في الأحشاء لا يمكن أن تصله يد مخلوق، والأقصى الذي رضع شعبنا وأمتنا حبه والانتماء إليه كجزء من عقيدتنا وثوابتنا، أبدًا لن نخذله, فيعرف المحتل أن أحلامه كانت وهمًا وسرابًا, فكل محتل طارئ لا يتعلم من التاريخ أن من تمتد يده إلى الأقصى فلن يستقبل بالورد والرياحين, فالقدس والأقصى لهما أهل وأحباب يدافعون عنهما ويبذلون ما يستطيعون من أجلهما, فهما شرف وكرامة شعبنا وأمتنا ومن ثوابت هويتنا وانتمائنا ولا يمكن التفريط فيهما, (وما أحداث هبة القدس والأقصى ويوم البوابات وهبة الكرامة الأخيرة إلا شواهد صادقة).
فيا شعبنا ويا شبابنا: القدس والأقصى بوصلتنا الثابتة, مهما ابتعدنا وحاولوا تفريقنا فستبقى القدس والأقصى توحدنا, وهما عنوان وشعار وطننا, فلا تفرطوا, وإياكم أن تنطلي عليكم ألاعيب الاحتلال وأذنابه, فلا بيع ولا تفريط, ولا مساومة ولا حلول وسط, وجودنا وجذورنا مرتبطة بهما.
وعلى كل من يعبث بالقدس والأقصى من قريب أو بعيد أن يعلم أن عاقبته إلى ذل وهوان.
الأقصى دائما يقلب المعادلة ويبعثر الأوراق
[email protected]
أضف تعليق