حافظ الشعب الفلسطيني خلال سنوات التشرد والضياع والقمع والعدوان الاسرائيلي على حق العودة والحق في التحرر والانعتاق من الاحتلال وتحقيق الاستقلال وناضل ضد نظام الفصل العنصري (الأبارتهايد) الإسرائيلي وهو نظام فصل أصبح الأسوأ في تاريخ البشرية وأسوأ مما كان قائما في جنوب أفريقيا، وأن حق العودة للاجئين الفلسطينيين مكفول لهم ولا يستطيع أحد أن يساوم على هذا الحق، انه حق اللاجئين في السكن والامتلاك المجدد لحواكيرهم وبيوتهم وبساتينهم .
لن نسمح لهم بنكبة أخرى وذكري النكبة تأتي على شعبنا وقد تضاعفت فرص إنجاح تحقيق الوحدة الوطنية وإنهاء حالة الانقسام في الساحة الفلسطينية مما يعزز الموقف الفلسطيني ويقف الشعب الفلسطيني موحدا لا يعرف المستحيل من اجل الدفاع عن كرامته ويعزز استقلاله ويرفض كل مشاريع العار الاسرائيلية ويرفض اعترافه بالاحتلال ويتصدى لمؤامرات الاقتلاع الوطني الفلسطيني من القدس وهنا تبقي وحدة الشعب الفلسطيني ضرورة وقد تبعدنا المسافات وتفصلنا الجغرافيا كأبناء شعب واحد موحد بفعل المنافي والشتات، ولكننا لا يجب أن نتخلى عن وحدة تاريخنا ومستقبلنا وهويتنا وأيا كان موقع أبناء هذا الشعب الصامد وعيون أبنائه تحدق نحو فلسطين المولد والرسالة والحضارة والتاريخ العريق .
تعد ذكرى النكبة التي يحييها الشعب الفلسطيني في وسط هذا العدوان وسفك الدماء وهدم الابراج والمنازل فوق رؤوس اصحابها وفي وقت يحتفل فيه الإسرائيليون بما يسمونه عيد الاستقلال عندما أعلن قيام دولة الاحتلال عام 1948 على الأراضي التي تم تهجير غالبية سكانها من الفلسطينيين الذين أصبحوا يعيشون إما مهجرين في وطنهم او في مخيمات أقيمت في الضفة الغربية وقطاع غزة والدول العربية، واليوم يمارسون نفس المخطط لاقتلاعهم مجددا من اراضيهم في ظل استمرار نفس الصمت والتخاذل الدولي وضبابية الموقف الامريكي واستمرار تقديم الدعم المطلق لقوات الاحتلال التي تمارس نفس اساليب الاستعمار الاستيطاني ومصادرة الحقوق الفلسطينية واقتلاع ابناء الشعب الفلسطيني من اراضيهم وترحيلهم وتشريدهم من جديد .
في الوقت الذي تشتد فيه المؤامرات الإسرائيلية على الحقوق الوطنية الفلسطينية غير القابلة للتصرف تمر ذكرى النكبة المثقلة بشتى صنوف الآلام والمعاناة ليبقى مشهد التهجير ماثلا في كل يوم من حياة الفلسطيني رغم أن حق العودة يمثل جوهر وعنوان القضية الوطنية الفلسطينية وحق العودة لم ولن يكون شعاراً يرفعه ابناء الشعب الفلسطيني بل هو حق منصوص عليه في مواثيق الأمم المتحدة وقراراتها ويمتلك الصفة الشرعية الدولية وهو مزروع في وجدان كل فلسطيني اينما تواجد .
حق العودة ليس منة من أحد بل إنه حق فردي لكل فلسطيني شرد من أرضه، يتوارثه أبناؤه وأحفاده من بعده، وبالتالي فهو حق قانوني للأفراد والجماعات غير قابل للتصرف وحق العودة متلائم ومتوافق مع الحس الإنساني السليم وهو حق طبيعي كعودة الأب إلى بيته وعودة الطير إلى عشه، وأنه ملك لكل فلسطيني اقتلع من أرضه وقريته وبيته وهو حق لا ينتزع ولا يتقادم ومن هذا الحق يولد الأمل الفلسطيني بالعودة .
وسيبقي الشعب الفلسطيني يقف موقفا موحدا من اجل الدفاع عن القدس والأقصى والشيخ جراح وحماية الحقوق الفلسطينية في غزة والضفة والشتات والدفاع عن الكرامة والحق من اجل البقاء وتعزيز الصمود الوطني وتوحيد الجهود الكفاحية وتكامل الاداء الفلسطيني التحرري في كل مواقع النضال وتعزيز الوحدة في معركة تقرير المصير وقيام الدولة الفلسطينية .
[email protected]
أضف تعليق