إسرائيل في أضعف حالاتها السياسية منذ سنوات، هذا ما جرّها إليه نتنياهو لخدمة مصالحه الشخصية. إسرائيل منذ أكثر من 3 سنوات بدون حكومة ثابتة إنما تدار على يد شخص واحد متفرد بإصدار القرارات.
إن الأحداث المتكررة هنا وهناك والتي تمارس ضدنا في ميادين مجتمعنا وشعبنا المختلفة لهي محاولات لأهداف في نفس نتنياهو، ولكن بعثرة الأوراق السياسية في الدولة شجعت فئات متطرفة أخرى بالإضافة إلى نتنياهو بالتطاول على شعبنا وأراضيه ومقدساته.
الخطير بالأمر، انعدام بوصلة سياسية فلسطينية عربية قيادية تجيد قرائه الأحداث، ترجمتها بمعناها الصحيح والتنبؤ بحيثيات النوايا الخبيثة لقيادة الدولة الإسرائيلية.
بل والأخطر، عدم قدرة قياداتنا العربية في الداخل الفلسطيني وفي "دولة فلسطين" إستغلال الأحداث العنيفة والخطيرة والعنصرية الممارسة بحقنا والانطلاق بها إلى المحافل الدولية الأمر الذي يخشى منه قادة الدولة الإسرائيلية.
بمجرد أن أطلقت حركة حماس تهديداً بالأمس، توجه نتنياهو العنصري إلى العنصري بن جفير وطلب منه إخلاء مقره من حي الشيخ جرّاح خشية التصعيد.
لقد شاهدنا السفراء الأجانب على موائد الإفطار في ربوع شعبنا الفلسطيني، ألهذا فقط هم سفراء؟!
هل نحن كشعب نجيد فقط الإستضافة ولا نجيد المطالبة ونيل الحقوق والعيش بكرامة؟
جميعنا شاهدنا الحملات الإعلامية بل الأصح "الإعلانية" للأحزاب العربية قبل الإنتخابات الأخيرة وبعدها، ولكنها امتازت تلك الحملات بأنها موجهة ضد بعضنا البعض، ألا يفقه قادة الأحزاب العربية في مجتمعنا بناء حملات إعلامية دولية مدروسة وموجهة للرأي العام الأوروبي والعربي لكي نُفعّل ضغط على متخذي القرار في إسرائيل؟
أليس من الممكن تجنيد وسائل الإعلام المركزية في العالم لكي نبين للقاصي والداني عنصرية وعنجهية هذه الدولة ؟
ماذا يريد قاداتنا من أحداث أكبر من اقتحام أولى القبلتين والاعتداء على مصلين عُزّل في ليلة من ليالي شهرهم المبارك لكي يهتز لهم شعور أو فكر؟
النضال الشعبي واجب ولكن وُجدت السياسة والسياسيين لكي نصل إلى نتائج أفضل بدون خسائر بالأرواح أو الممتلكات، هذا ما نتوقعه من كل إنسان اختار المعترك السياسي لخدمة شعبه في جميع الميادين.
"الأقصى في خطر" هي صرخة مدوية قد أطلقها الشيخ رائد صلاح منذ أكثر من 30 عاماً ويدفع ثمنها حتى اليوم، نحن لم نستوعب أن الشيخ رائد صلاح قصد أيضا الشيخ جراح، سلوان، باب العامود وكنيسة القيامة وغيرهم الكثير.
على قاداتنا السياسية والأكاديمية والإجتماعية غزو منصات الإعلام الدولية وتبيان ما نمر به من تهجير قسري وتصفية عرقية على أراضينا.
يا قادة مجتمعنا استيقظوا واعملوا فإنّ الله ورسوله والمؤمنون ينتظرون.
[email protected]
أضف تعليق