صلاة التهجد هي الصلاة التي تكون في جوف الليل أو بعد نوم في الليل بعد صلاة العشاء، ويهجر فيها الإنسان مضجعه ولذة النوم رغبة في مناجاة الله عز وجل والتقرب إليه بالصلاة والعبادة. عن بداية موعد الصلاة وإلى أي يوم تستمر يحدثنا الشيخ محمد عبد الوهاب الأستاذ بكلية الشريعة وشيخ مسجد الإيمان بالعباسية..رمضان 2021
متى تبدأ صلاة التهجد في رمضان 1442؟
صلاة القيام في العشر الأواخر من رمضان؛ من ليلة الـ20 من رمضان 1442 وتستمر حتى ليلة الثامن والعشرين أو التاسع والعشرين من رمضان، حسب الرؤية الشرعية لهلال شوال
وأفضل وقت لصلاة التهجد هو آخر الليل، أو ما قارب الفجر، ودخل في الثلث الأخير من الليل، وقد ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من خاف أن لا يقومَ من آخرِ اللَّيلِ فلْيوتِرْ أوّلَه، ومن طمِع أن يقومَ آخرَه فلْيوتِرْ آخرَ الليلِ، فإنَّ صلاةَ آخرِ الليلِ مَشهودةٌ، وذلك أفضلُ)
ويدل هذا الحديث على أن أفضل الصلاة في الليل هي صلاة آخر الليل مع جواز صلاة التهجد أول الليل لمن خشي أن ينام فيفوته فضلها، وعنه أيضاً قال صلى الله عليه وسلم: (ينزلُ ربُّنا تباركَ وتعالى كلَّ ليلةٍ، حينَ يبقى ثلثُ الليلِ الآخِرُ إلى السَّماءِ الدنيا، فيقولُ: من يدعُوني فأستجيبَ لهُ؟ من يَسْتَغْفِرُنِي فأغفرَ لهُ؟ مَنْ يسألُني فأُعطيَهُ)
صلاة التهجد سُنّة؛ حيث ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنّه قال: (أَحَبُّ الصيامِ إلى اللهِ صيامُ داودَ، كان يصومُ يوماً ويُفْطِرُ يومًا، وأَحَبُّ الصلاةِ إلى اللهِ صلاةُ داودَ، كان ينامُ نصفَ الليلِ ويقومُ ثُلُثَهُ، وينامُ سُدُسَهُ)
أهمية صلاة التهجد
لهذا فإنه من ليلة الواحد والعشرين من رمضان تبدأ صلاة التهجد في العشر الأواخر من رمضان 1442 الذي يوافق 2/5/2021 ميلادي، وتستمر حتى ليلة الثامن والعشرين أو التاسع والعشرين من رمضان
وروت السيدة عائشة -رضي الله عنها- عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه "كَانَ يَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ حَتَّى تَتَفَطَّرَ قَدَمَاهُ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: لِمَ تَصْنَعُ هَذَا يَا رَسُولَ اللهِ وَقَدْ غَفَرَ اللهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ؟ قَالَ: أَفَلَا أُحِبُّ أَنْ أَكُونَ عَبْدًا شَكُورًا، فَلَمَّا كَثُرَ لَحْمُهُ صَلَّى جَالِسًا فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ قَامَ فَقَرَأَ ثُمَّ رَكَعَ"
صلاة التهجد تقرب العبد إلى ربه وإخلاصه ونيل الأجر والثواب والحسنات وإجابة الدعاء، فالمسلم ترك واستغنى عن راحة النّوم إلى طلب الله تعالى والوقوف بين يديه عزّ وجل
وقت صلاه التهجد
صلاة التهجد تكون في الوقت ما بعد صلاة العشاء، وهي آخر الصلوات التي يؤديها المسلم في الليل وحتى قبل طلوع موعد صلاة الفجر، ويقال إن أفضل وقت لصلاة التهجد هو الثلث الأخير من الليل
قبل صلاة التهجد يجب على المسلم أن يصدق النية للنهوض من نومه وأداء صلاة التهجد، ثم ما أن يستيقظ حتى يتوضأ ويحسن وضوءه ويفتتح صلاته بركعتين خفيفتين على نية الصلاة، ومن ثم يصلي ركعتين ركعتين، كما ثبت عن صلاة النبي عليه أفضل الصّلاة والسلام مثنى مثنى
عدد ركعات صلاة التهجد
صلاة التهجد ليس لها عدد معين من الركعات، فيمكن للمسلم أن يصلى ما يشاء، ويقال إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصليها إحدى عشرة ركعة
الفرق بين صلاة القيام وصلاة التهجد
صلاة التهجد تكون بعد النوم ليلا ولو لفترة
صلاة التهجد تكون بعد النوم ليلاً ولو لفترة، ثم الاستيقاظ للصلاة فقط دون غيرها من العبادات، وقيام الليل يكون بالصلاة والذكر والدعاء وقراءة القران الكريم، وغيرها من العبادات في أي ساعة من ساعات الليل
والتهجد نوع من أنواع قيام الليل، ويكون بالنوم ثم الاستيقاظ لأداء الصلاة، وقد ورد عن الصحابي الجليل الحجاج بن غزيه رضي الله عنه ما يدل على هذا الفرق، حيث قال: (يحسَبُ أحَدُكم إذا قام من الليل يصلي حتى يصبِحَ أنَّه قد تهجَّدَ، إنَّما التهجُّدُ المرءُ يصلِّي الصلاةَ بعد رقدةٍ، ثمّ الصّلاة بعد رقدةٍ، وتلك كانت صلاةَ رَسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم)
وبعيدًا عن سؤال متى تبدأ صلاة التهجد، فقد أوصى النبي محمد صلى عليه وسلم بصلاة القيام في كل الليالي، وهي من الأعمال الصالحة التي يُثاب المسلم على أدائها، فهي من العبادات التي يُتقرب بها إلى الله تعالى، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أن صلاة القيام من أفضل الصلوات المسنونة التي يمكن أن يؤديها المسلم بعد صلاة الفريضة فقد قال: "أَفْضَلُ الصِّيامِ، بَعْدَ رَمَضانَ، شَهْرُ اللهِ المُحَرَّمُ، وأَفْضَلُ الصَّلاةِ، بَعْدَ الفَرِيضَةِ، صَلاةُ اللَّيْلِ"
وقد قال الله تعالى في كتابه العزيز: "أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ"
ولقد وعد النبي أن يغفر الله تعالى ذنوب من قاموا بقيام ليالي رمضان، قال عليه الصلاة والسلام: "مَن قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ" يحصل المسلم عند أدائه لصلاة القيام «التراويح» في شهر رمضان المبارك على ثواب
إحياء سنة النبي صلى الله عليه وسلم، فقد كان عليه السلام يحرص على قيام الليل في شهر رمضان
[email protected]
أضف تعليق