هو القدر الغدّار، يرسم لنا مصيرنا المحتوم دون أن يعارض مشيئته شيء، كقطار الحياة الشرس، يسير بسرعة قاتلة، يدوس بلا رحمة بعجلاته السوداء الرهيبة كل ما يقف أمامه فيطفئ ما تضيء لنا الحياة الفانية، وفي زحمة الأيام وتكرار المشاهد المقلقة التي يشهدها مجتمعنا، يفاجئنا يوم الخميس بخطف ابتسامة ابتسام عليان حلحل، المرأة الفاضلة التي كانت رمزا للشهامة، المواقف، التضحية، السخاء، والقدوة للجيرة والمعاملة الحسنة، منذ نعومة أظفارها ليقع نبأ وقف نبضات قلبها الكبير كالصاعقة على الكبير والصغير ويحرق قلوبهم كحرقة لهيب تموز.
أقول: نعم، عاجلت الرحيل يا أم سلمان، بناتك شروق، هديل، وصغيرتك يارا، وابنك سلمان وأحفادك بحاجة إلى حضنك الدافئ وكلماتك الرقيقة ورائحة طعامك الشهيّ المميز. أمّا زوّار مقام النبي شعيب عليه السلام، فسيفتقدونك ومناقيش الزعتر والكعك الشهي الذي كنت تُعدّين لهذه المناسبة على مدار سنوات طويلة.
فراقك، يا ابنة الخال، مؤلم وجرح لا يندمل أبد الدهر، كلي ثقة وإيمان أن خلفك الصالح ورفيق دربك الشيخ مفيد، صاحب السيرة الطيبة والمواقف الإنسانية والعقيدة الثابتة، أمد الله في عمره، جميعهم حريصون على مواصلة نهجك وإيمانك الراسخ.
سلام على روحك الطاهرة، ذكراك ستبقى في القلب والذاكرة، لذويك جميل الصبر وحسن العزاء، سائلًا الله تعالى أن يسكنك فسيح جنانه، وأن يكون رحيلك خاتمة أحزانكم!
[email protected]
أضف تعليق