▪️ عاش مجتمعنا العربيُّ أسابيع حاسمةً سبقت يوم الانتخابات الأخيرة. ثمَّ كان يوم الحصاد الَّذي أسفر عن تقدُّمٍ ملحوظٍ للقائمة العربيَّة الموحَّدة، وسقوطٍ مدوٍّ لبقيَّة الأحزاب في القائمة المشتركة.
▪️ لكنَّ همسةً عاليةً مسموعةً عبَّر عنها مجتمعنا، من خلال عزوف الكثيرين عن المشاركة في الانتخابات، ليقول هؤلاء الأعزَّاء، من مجتمعنا المعطاء: يجب أن تحسِّنوا الأداء، وتمارسوا ثقافة التَّأثير، وصناعة التَّغيير، لكي نرى نتائج ملموسةً تشجِّعنا على دعمكم في المرَّات القادمة. ويجب أن ترتقوا بخطابكم إلى مستوى البرامج وعرض الخطط المستقبليَّة، وليس التَّشاحُن والمناكفة.
▪️ أن تكون القائمة الموحَّدة في طليعة الأحزاب العربيَّة في الدَّاخل، فذلك أمرٌ مشرِّفٌ يثير الاعتزاز. ولكنَّه في الوقت نفسه، حملٌ ثقيلٌ، ومسئوليَّةٌ ضخمةٌ. وبخاصَّةٍ بعد أن أفرزت النَّتائج فشل كلٍّ من المعسكرين المتنافسين على الحكم، في حسم النَّتائج لصالحه، ووقوف القائمة الموحَّدة في موقعها المستقلِّ، الَّذي يخوِّلها لترجيح كفَّة أحد المعسكرين.
▪️ المرحلة القادمة دقيقةٌ جدًّا، واللُّعبة كبيرةٌ وخطيرةٌ، وغير مسبوقةٍ في تاريخ مجتمعنا العربيِّ. الخيارات صعبةٌ ومعقَّدةٌ. كلُّ دهاة السِّياسة في إسرائيل عاجزون عن رؤية المخرج لأزمتهم السِّياسيَّة. أزمة القيادة في إسرائيل تتفاقم. لا نتنياهو قادرٌ على الحسم، ولا الآخرون قادرون على إزاحته وإنتاج البديل المقنع له.
▪️ نحن لسنا مكلَّفين بحلِّ أزماتهم، ولكن إن استطعنا أن نفرض أجندة مجتمعنا العربيِّ على المنظومة السِّياسيَّة الإسرائيليِّة، فلن نتوانى، ولكن بعزَّةٍ واقتدارٍ وحفاظ على ثوابتنا بإذن الله تعالى. فلنصبر ولنراقب التَّطوُّرات، ولندر المرحلة بعزيمةٍ وإباءٍ، تصريحاتٍ موزونةٍ، وأعصابٍ فولاذيَّةٍ، وحكمةٍ بالغةٍ، بإذن الحكيم العليم جلَّ جلاله.
▪️ أحزاب التَّحالف الثُّلاثيِّ في المشتركة، خسروا نصف قوَّتهم وتمثيلهم، وعليهم أن يتواضعوا، فيبحثوا عن مواطن الخلل في خطابهم، وسياساتهم، ويحترموا إرادة شعبهم المحافظ، الَّذي يرفض تخوين المختلف، ويرفض دعم القوانين التي تمس عقائده الدينية، ويحبُّ أن يرى مخارج لأزماته الكبرى، لا ترحيلًا لها، أو إلقاءً للمسئوليَّة على كلِّ الآخرين إلَّا أنفسهم.
▪️ ختامًا:
▪️ شكرًا شعبنا المحافظ، الأبيّ الكريم.
▪️ شكرًا لكلِّ من دعمنا أو نصَحَنا بالصَّوت أو بالهمسة.
▪️ دعونا نرمِّم ما تكسَّر، ونصلح ما تعثَّر، وننهض لمواجهة التَّحدِّيات القادمة، فهي حتمًا لا تنتظر جامدًا لا يؤثِّر ولا يتأثَّر.
▪️ الانتخابات من ورائكم، والتَّحدِّيات من أمامكم. المسئوليَّات تتعاظم، والأخطار تتفاقم، فاستعينوا بالله واصبروا، واثبتوا حتَّى يأذن الله لنا جميعًا بفرجٍ من عنده قريب.
والله أكبر ولله الحمد.
[email protected]
أضف تعليق