المطلوب- وقف زواج واغتصاب القاصرات
- أنزال عقوبة الإعدام في الساحة العامة
قسوة وصعوبة الموضوع وتأثري الشديد بتسلسل أحداثه، كلّ ذلك لم يساعدني في التركيز لاختيار عنوان يعكس فظاعة الأمر المطروح في هذه المقالة، فكلّ العناوين لا تجسّد مشاهد ما بثه الأسبوع الماضي التلفزيون اللبناني على شاشة "إل بي سي" عبر برنامج "أحمر بالخط العريض" لمقدمه الإعلاميّ الكبير مالكي مكتبي، منها؛ حيوانات بهيئة بشر، مشاهد مقلقة جدًّا، صرخة عروس طفلة، مشاهد تبكي الصخر، اغتصاب وقتل أطفال بحماية القانون، شهادة فقر للمجتمع المتحضر، موت الضمير.
الحديث يدور حول عودة هذا البرنامج لفضح وكشف حقائق مقلقة من الصعب تصديقها؛ إذ يسلط الضوء على ظاهرة زواج قاصرات في سنّ الثالثة عشرة. أعترف أنّي صدمت وأصابتني حالة نفسية وتوتر شديد وبالكاد التقطت أنفاسي التي أخذت تسابق الزمن، ولولا إصراري على كتابة هذا التقرير بهدف التحذير والتوعية لكنت أغلقت جهاز التلفزيون أو ضربت العريس ووالده في الأستوديو بالحذاء كما ضرب المواطن العراقيّ، منتظر الزبيدي الرئيس الأمريكيّ، بوش، وما تمنيت أن أكون المخوّل لاتخاذ قرار بحق كل الأطراف لإنزال أقسى العقوبات بحقهم وحتى إعدامهم شنقا في الساحة العامّة!
والسؤال الذي يطرح نفسه، رغم عدم وجود هذه الظواهر في بلادنا "أقولها بحذر شديد"، كيف يمكن أن يحدث هذا في بلد يتغنى بالحرية والديمقراطية ويدعي الانفتاح ومساندة المرأة والدفاع عن حقوقها، بانتهاك وسلب طفولة قاصرات وتعريضهنّ للعنف والمعاناة والاغتصاب بحكم الشرع والقانون وحمايتهما؟!
المشهد الأول
العريس قاصر في الثالثة عشرة من عمره والعروس في الثانية عشرة.
سأل المالكي العريس: من تكون العروس؟ قال: ابنة خالتي. ومتى تعرفت عليها وكيف؟ منذ كنا صغارًا ونحن نلعب معا. وهل تعتبر نفسك قد كبرت؟ بلا شك! لماذا قررت الزواج منها؟ لأني أحبها كثيرًا. وماذا تعرف عن الزواج؟ احمرت وجنتاه وتمتم بصوت مخنوق: أمي علمتني ....عن يوم الدخلة، وقالت لي بعد فترة تحمل العروس وتنجب لنا. وهل تمت خطبة رسمية؟ نعم، بحضور العائلة. وماذا بخصوص موافقة الشيخ؟ لقد تكلم أبي معه ووافق على عقد الزواج بحضور شهود.
المشهد الثاني
المالكي يقابل طفلة ووالدها في الثالثة عشرة من عمرها أنجبت طفلين كان والدها قد أرغمها على الزواج لأنه عاطل عن العمل ولا يستطيع إعالتها.
المرأة الطفلة التي كانت تطلب المساعدة وإنقاذها من نار جهنم كانت تبكي بمرارة وتتألم من سوء معاملة زوجها وأهله لتذكرنا بأيام العبودية.
أعرب الأب عن أسفة الشديد، واعترف أنه شريك في قتل طفولة ابنته وأحلامها.
المالكي تدخل لمساعدتها في الطلاق الفوري، وبالفعل تم إرسالها إلى المحكمة الشرعية وعندما دخلت مع والدها إلى القاضي حاول الأخير، رغم ما سردت عليه قصتها وتعرضها للضرب المبرح وإهانتها واستغلالها، إعادتها إلى زوجها الطفل؟!
المشهد الثالث
مواطن لبناني يدخل البرنامج يتكلم، بحضور ضيوف وإخصائية، بكل وقاحة عن المرأة ويقول "إنها مجرد سلعة، ابتعتها لتصبح ملكي الخاص، وأنا حر التصرف بها ومعها بلا حدود أو تدخل أحد حتى القانون، وهي مجبرة على طاعتي وتنفيذ أوامري ورغباتي في أي وقت، وعليها تحميمي، وأن تنحني عند دخولي البيت، وإذا لم تفعل ما أطلبه أحرق الأرض من تحتها وأجعلها بركانا".
وعن السبب قال للحاضرين: لأني أحميها وأطعمها ....
بالفعل يا هيك الرجال يا بلاش!
المشهد الرابع
نشرت مواقع التواصل أنه تم في مصر عقد قران طفل في الثانية عشرة من عمره على طفلة ابنة العاشرة،
وتم إقامة احتفال خاص في الشارع العام، لبست الطفلة العروس فستانا وردي اللون، وجرى الاحتفال دون أي عقبات ومشاكل قانونية أو تدخل القانون.
إنه لمن المؤسف أن تحدث مثل هذه الظواهر في مجتمعنا وخاصة في عصر التقدم وركب الحضارة، وما يزيد الطين بلة توسع انتشارها، وهذا مخيف ومقلق، لا شك أنه ناتج عن الجهل، عدم الوعي، وتربية بيئية ذات عقلية رجعية وتقاليد وعادات بالية أكل الدهر عليها وشرب لا تتلاءم مع عصرنا.
فأين العقلاء صانعو القرار وأصحاب المقامات وأصحاب القلوب والضمائر؟ وأين المؤسسات والمنظمات؟
ما يحدث يا سادة هو قتل أحلام الأطفال واغتصابهم تحت حمايتكم، لكن تذكّروا أنّ التاريخ لا يرحم،
ومصيركم مزبلة التاريخ!
[email protected]
أضف تعليق