قال رئيس مركز سالم للسرطان في هيوستن الاميركية البروفيسور اللبناني فيليب سالم: "المأساة الأكبر التي قد لا يعرفها العالم هي أن جائحة كورونا كان من الممكن تجنبها أو احتواؤها. لم تكن هذه المأساة قدراً، بل كانت فشلاً كبيراً لدول العالم كله؛ وجريمة كونية لعبت فيها الدور الأكبر دولة الصين ومنظمة الصحة العالمية. لم تتعاطَ الصين بشفافية ولا تزال ليومنا هذا تحجب الحقائق. فالحقيقة في الفكر الشيوعي ليست مهمة، كما أن الإنسان الفرد غير مهم كذلك. المهم هو النظام. وبالنسبة إلى منظمة الصحة العالمية، فقد فشلت في احتواء هذا المرض في مدينة ووهان الصينية، ومنعه من الانتشار إلى بقاع الأرض كلها.
انتصار العلم
كانت سنة 2020 سنة الرعب الكبير والألم الأكبر، إلا أنها في الوقت ذاته كانت سنة انتصار العلم. لقد تمكن العلماء من تطوير لقاحات عديدة ضد هذا الوباء في مدة قصيرة لا تتجاوز السنة. لم يحدث ذلك في تاريخ الطب. من قبل كان اللقاح يأخذ سنين عديدة لتطويره. ومن الأسباب التي أدت إلى هذا الإنجاز هو تطوير تقنية جديدة تستعمل الحامض النووي mRNA. وهناك مؤشرات أولية على أن هذه التكنولوجيا تمتلك من الليونة والقدرة على التكيف مما يجعلها فعالة ضد السلالات الجديدة والتغييرات الجينية في الفيروس. وانتصر العلم أيضاً بجعل هذه اللقاحات سالمة إلى حد كبير. فهناك أساطير تحاك حول العوارض الجانبية لهذه اللقاحات. ولكن وليومنا هذا وبعد تلقيح أكثر من 60 مليون إنسان، لم نجد أعراضاً تسبب الوفاة أو أمراضاً خطيرة. إن الخطر الكبير الذي تمنعه هذه اللقاحات هو أهم بكثير من الضرر الخفيف الذي قد تسببه. لذلك ننصح ومن دون تردد بأخذ اللقاح.
ولا بد لنا أن نعترف هنا بأن النصر في تطوير اللقاح لم يرافقه نصر مماثل في تطوير العلاج. فليومنا هذا لم نجد علاجاً فاعلاً يقتل الفيروس مباشرة، ويقضي على المرض. إن معظم التقدم الذي حصل كان في إطار معالجة المضاعفات التي قد تنتج عن هذا الالتهاب. هذا التقدم، وإن كان صغيراً إلا أنه مهم كثيراً، لأنه يؤدي إلى هبوط ملحوظ في نسبة الوفيات".
[email protected]
أضف تعليق