أعلنت" لجنة المتابعة العليا " قرارات لتصعيد الاحتجاجات العربية من أجل إلزام الحكومة بـ مكافحة ناجعة وفورية لـ الجريمة. حتى تثمر المساعي ينبغي استخلاص الدروس من التجارب والتجديد وإلا كيف ننتظر نتائج مختلفة مع نفس الوسائل ؟ استشراء الجريمة تهديد استراتيجي للمجتمع العربي ومواجهته تحتاج خطة استراتيجية حقيقية( المقصود ليس على المدى البعيد المرتبط بالتربية والتعليم والتثقيف والفعاليات الرياضية والاجتماعية والشبابية والعودة للهوية الفلسطينية الأم وغيره). يفترض أن تشمل الخطة لـ دفع الحكومة للقيام بواجباتها برنامجا مفصلا للنضال المتنوع من الاحتجاجات الجماهيرية إلى الضغوط الإعلامية والسياسية المثابرة والمنظمة مثلما تحتاج لمشاركة كافة الأطر القيادية والفعاليات السياسية والأهلية ولميزانية وهيئة قيادية خاصة تشرك فعاليات أهلية مثل اللجان الشعبية ومندوبين عن عائلات ضحايا العنف والجريمة .طاقات المجتمع العربي كبيرة ومتوفرة وتحتاج لتشبيك وتنظيم ومن ينجح في ميادين العلم والتعلم والعمل والبقاء والتطور رغم الجران المساء التي احتاج لتسلقها ورغم كل المخاطر والضغوط على أنواعها منذ نكبة 1948 يستطيع صياغة مثل هذه النضال وقيادة معركة رابحة ضد عدوى العنف والجريمة واستعادة الروح كما كان الال قبل العام 2000 ولنا عبرة بما يجري في غزة والضفة الغربية.
مثل هذه الخطة ينبغي أن تأخذ بالحسبان الطاقة على الحشد والتعبئة فـ تغيير سلوك الجمهور وإقناعه بالاحتجاج الدائم لا يقوم فقط على استغلال هبة وفورة مشاعر وإلا ستنتهي فرصة التغيير بدء من طمرة كما تلاشت فرصة التغيير من مجد الكروم. هل يعقل على سبيل المثال أن يبقى بيان المتابعة وبقية مكوناتها يستخدم نصا يدعو لـ " إنجاح المظاهرة " ؟
هل يعقل أن تنطلق المظاهرة دون شعار مركزي واحد بارز بالعبرية والانجليزية أيضا أو أن يهتف عدد من الشباب في مقدمة المظاهرة " خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود ؟ مثل هذا الشعار غير الأخلاقي والغبي مثل الهدف الذاتي في لعبة كرة القدم.
المجتمع العربي الفلسطيني في إسرائيل بحاجة للمزيد من الاستعداء في الجانب اليهودي؟ يحتاج المجتمع العربي لـ شركاء وحلفاء في الجانب الإسرائيلي ( في الشارع، الرأي العام والإعلام) للضغط على هذه الحكومة العنصرية للقيام بواجبها بـ اقتلاع الجريمة والمجرمين بدلا من التغني بخطة تبدو دعائية بـ مضمونها وتوقيتها ؟
هناك طاقات كبيرة مهنية خبيرة بتغيير سلوك الجمهور وتحفيزه تستطيع المساهمة في وضع برنامج للتعبئة والتحشيد يمكن إشراكها وربما يتأتى ذلك من خلال مركز " إعلام " وتجمع كوادر مختصة بالإعلام والعلاقات العامة سوية مع سياسيين. ولـ عدة عوامل ربما هناك حاجة لـ متابعة العاملين المركزيين في وسائل الإعلام العبرية والأجنبية في البلاد فردا فردا بغية إطلاعها على الفارق بين العنف وبين الجريمة وتزويدها بـ فيديوهات وقصص إنسانية بالإضافة للأرقام تدلل على حالة الفوضى واستفحال الجريمة وفقدان الأمن والأمان. لم يعد كافيا مخاطية الجانب الإسرائيلي بـ خطاب المواطنة أو خطاب الضمير فحسب بل خطاب المصالح أيضا فـ نار العنف تهدد بالانتقال للبلدات اليهودية وتهّدد أمن كل الإسرائيليين. في الحالة الطبيعية هذا ليس مطلوبا حيث يفترض أن تقوم الدولة بواجباتها لكن ما العمل ونحن في حالة غير طبيعية وخسارتنا في المعركة مع غول الجريمة من شأنها أن تجهز على كل مقدرات ومكتسبات المجتمع العربي وتهدد بفقدان السياسة معناها وتقتل روح العمل الجماعي لتصبح " حارة كل من يده له ". بدون هيئة وطنية مختصة تحمل مشروع الانتصار على الجريمة وبجيبها خطة مهنية متكاملة يتبقى احتمالات تغيير الحكومة سياساتها قليلة خاصة بعد الانتخابات ومأساة طمرة فرصة كبيرة للانطلاق فهل نأخذها ؟
[email protected]
أضف تعليق