اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD) هو حالة طبية تدفع الصغار للتصرف قبل التفكير، وتصعّب عليهم التركيز، وتمنعهم من الجلوس بهدوء لفترة طويلة. أحياناً قد يكون القيام بتلك الأمور صعباً على الكثير من الأطفال، ولكن لدى من يعاني من هذا الاضطراب تظهر هذه السلوكيات بشكل أكثر حدة ويكون لها تأثير أكبر على حياتهم اليومية وحياة العائلة كلها. فهو اضطراب في تواصل الأجزاء المختلفة في الدماغ مما يصعب على الطفل أو المراهق التفكير والتعلم والتعبير عن مشاعره، أو السيطرة على تصرفاته مثل الأطفال الآخرين في سنه.
هناك ثلاثة أنواع من هذا الاضطراب وهي:
• الصعوبة في التركيز: يتميز بالصعوبة في التذكر، الانتباه والتركيز في التفاصيل والمهام.
• فرط النشاط والاندفاعية: يتميز بالحركة المستمرة للطفل، الصعوبة في الهدوء والجلوس وتصرفات اندفاعية بدون تفكير مسبق.
• الاضطراب المُدمج: يُصّعب التركيز، يتميز بالسلوك العصبي والتوتر بالإضافة الى الحركة الدائمة والتصرف بشكل تلقائي.
إذا تجاوز طفلكم سن الخمس سنوات وكنتم تعتقدون أنه يعاني من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه عندها يفضل التوجه إلى أخصائي من أجل التشخيص. كما أن الأطفال الذين يتم تشخيصهم ولا تتم معالجة الأعراض التي يعانون منها كما ينبغي، يكونون معرّضين بشكل أكبر لصعوبات في التعلم، الاكتئاب والقلق، ومن مشاكل في علاقاتهم مع الآخرين بالإضافة الى التصرف المتهور والتعرض للإصابات. لذلك، فإن التشخيص المبكر قدر الإمكان مهم وضروري لتحسين جودة حياة الطفل.
من الأعراض التي يمكن أن تشير الى طفل يعاني من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه هي الأخطاء المتكررة وعدم الانتباه للتفاصيل في الواجبات المدرسية، الانتقال بشكل مفاجئ من نشاط لآخر، إذا كان يصعب عليه الترتيب وتأدية المهام في الوقت، يتحدث كثيرًا أو يقاطع الآخرين أثناء حديثهم، لا يستطيع الجلوس بهدوء، لا يتحمل الانتظار في الدور، يفقد أغراضه بشكل مستمر وأعراض أخرى يقوم الأخصائي بتشخيصها.
إذا كنتم قلقين من سلوك ابنكم، قوموا بالتوجه إلى طبيبة الأطفال أو طبيبة العائلة وهم سيوجهونكم إلى أخصائي لإجراء تشخيص اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD) أو اضطرابات أخرى. يشمل التشخيص فحصًا دقيقًا للتحديات التي يواجهها ابنكم في مجال السلوك والتعلم والتطوّر. وقد يشمل هذا التشخيص الدقيق الإجراءات التالية: إجراء مقابلة مع ابنكم، محادثة مع معلم/ة أو مُعالِجي ابنكم وفحوص للغة، النطق، الحركة والسمع.
لن يكون تشخيص اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه سهلاً أو سريعاً، وذلك لأن أعراضه مشابهة لأعراض مشاكل طبية وسلوكية أخرى كثيرة. مثلًا، قد تعتقدون أن ابنكم كان سينجح في دراسته لو كان يستطيع التركيز أكثر. ولكنكم قد لا تدركون أن المشكلة لدى ابنكم عكسية - وأن صعوبات التعلم لديه هي ما يسبب له مشاكل التركيز.
مع ذلك قد يكون الأطفال والمراهقين الذين يعانون من فرط الحركة ونقص الانتباه مبدعين جدًا، ويقضون وقتا طويلًا في ممارسة نشاطات يحبونها. هناك من يتمتعون باستغلال طاقتهم لممارسة الرياضة أو الرقص، وقد يكونون منفتحين على تجربة أمور جديدة أكثر من الأولاد الآخرين. إن العثور على طرق إيجابية يستطيع ابنكم استغلال طاقته فيها يساعده على بناء التقدير الذاتي ويحميه من تداعيات في الصحة النفسية.
أصبحنا ندرك اليوم أن هذا الاضطراب قد يستمر طوال العمر، حتى لدى البالغين. قد يساعد العلاج والتعامل الصحيح على مواجهة التحديات الحياتية المختلفة التي يواجها الإنسان، بما في ذلك في المجتمع والتعليم والعمل والعلاقات الزوجية والعائلية، وفي حياته كبالغ أيضا.
علينا أن نتذكر أنه من المهم التوجه لتلقي المساعدة في الوقت الصحيح. تأكدوا من أنكم تحظون بمعاملة جادة ومهنية ومتعاطفة من الأخصائيين وأنكم تعاملون ابنكم بنفس الطريقة. هكذا يمكنكم أن تتجنبوا تضييع فرصة التشخيص والعلاج.
لمعلومات اضافية عن الموضوع وكل ما يتعلق بصحة ورفاه الطفل ادخلوا لصفحة الفيسبوك أو الموقع "كيف كبرنا!" من قِبل جمعية جوشن:
www.Gadalta.co.il/ar
[email protected]
أضف تعليق