بقلم :د غزال ابو ريا
أعمل في السنين الأخيرة لوجه الله على حلول مشاكل اسرية مع اخوة من أهل الخير،وأطرح أمامكم ما يحدث في سيرورة الوساطة وحل المشكلة الاسرية،رحم الله أيام زمان ،كنا نسمع حالة في الحارة أو في البلد،حالة طلاق واليوم ومع كل أسف "حالات الطلاق موضة"،وعندما مع زملائي نتوجه لحل قضية اسرية نسأل هل المشكلة نابعة من أزمة اقتصادية،تعاني منها العائلةوتبدأ تعكر الجو داخل العائلة ؟،نصل للعائلة ونرى البيت الواسع ،صالونات واسعة،وفي نهاية الصالون "قعدة سورية"،ومطبخ واسع،وخزانة المطبخ تصلح لتكون في فندق خمسة نجوم،والبيت من طابقين،ومع هذا بيوتنا واسعة وحضننا ضيق،حديقة بجانب البيت،وسيارة جديدة،موديل السنة الاخيرة،والزوج والزوجة يعملان،ولا توجد ازمة اقتصادية،وشهادات معلقة على الجدران،ومع كل هذا هناك مشاكل اسرية،وتستمع لأسباب الصراع الاسري "الايجو "، ونتحدث ونقابل صعوبة ادارة الصراع،وادارة المشاعر،وتسأل ماذا مع الاولاد في حالة الطلاق؟انظروا الى الاولاد!،وأشعر ان الاولاد لا يأخذوا بالحسبان ،وربما الزوج أو الزوجة لا يعرفون ان الاولاد يدفعون الثمن،وعندما أعود الى البيت أقول"زمان عشنا في بيت صغير،ولكن البيت كان دافئا في المحبة والمودة ، كانت العائلة متماسكة،روابط قوية واليوم هناك خطر على العائلة،كنا ننام في غرفة واحدة،الاخوة والاخوات وسعداء،واليوم لكل ولد غرفة ولسان حال الاولاد يقولون للاهل"فتشوا عن معادلة لنحافط على العائلة"،
وحالات اخرى للمشاكل الاسرية عدم اليقظة للتوازن بين العمل والعائلة،ربما نعطي أغلب وقتنا للعمل،او تحقيق ذاتنا،وننسى العائلة وعندها تبدأ المشاكل. أحد الأولاد صارحني وقال،"عندنا مشكلة أسرية بين الوالد وأمي،مع كل الأسف لا يفكرون بنا نحن الاولاد،الحياة الزوجية ليست شركة ربحية وحدث اختلاق ويتم حل مادي،نتحدث عن المشاكل بعد الطلاق ،مشاعر الاولاد المتصارعة بين الأب والأم،نحن الجسر"
ومن التجربة ان المشاكل الاسرية تنبع من ازمات اقتصادية،البطالةفي حالات معينة تمزق الاسرة،وعندها يخرج الحب ،الاستقرار من نوافذ البيت،
وحالات اخرى للمشاكل الاسريةعندما نتورط في مصاريف زائدة،ومشاريع لا نتحمل الوقوف بها ،كل هذا لماذا عند جيراننا سيارة موديل السنة الاخيرة؟،وعليه اتورط في الديون وأصل الى السوق الاسود وتعرفون لاين نصل !
المطلوب بناء رؤية مجتمعية،عملية للمخافظة على الاسر،اسر قوية مترابطة يوصلنا لمجتمع متماسك وقوي،متين مع حصانة ومناعة اجتماعية. جائحة الكورونا عمقت وزادت المشاكل الأسرية ،الحجر الصحي بدل أن يكون منحة وفرصة يتحول في عائلات عديدة الى محنة،مناكفات داخل الاسرة.
حاولت هنا طرح موضوع المشاكل الاسرية من التجربة ،ولم اذهب للنظريات بل ما اسمعه وأصغي إلبه من خلال التدخل لحل القضايا والمشاكل،أقدر عاليا دور الشيوخ وأشخاص يعملون على حل المشاكل الاسرية،وسرورهم وسعادتهم وسعادتي عندما تحل مشكله ويعود السلام العائلي ،وتعيش الاسرةمتحابة ،متماسكة،والابتسامة على وجوه الاولاد. الأسرة مشروع حياة.
[email protected]
أضف تعليق