في ضوء التطورات السياسية الفلسطينية وبعد تبادل الرسائل ما بين القيادة الفلسطينية والفصائل الفلسطينية والتزام الجميع على ضرورة اجراء الانتخابات الفلسطينية لتجاوز الازمات القائمة والمضي قدما نحو تحقيق الوحدة الوطنية كخيار استراتجي لتحديد الملامح ولتجاوز المرحلة وإنهاء الوضع القائم الذي تسبب في اضعاف المواقف الفلسطينية، حيث ان الموقف الان يتطلب ضرورة الاتجاه نحو توفير المناخ المناسب لإجراء الانتخابات الفلسطينية في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة والاحتمال كبير في أن لا تجري الانتخابات اذا تم وضع العراقيل امامها والتي ينتظرها الجميع منذ فترة طويلة من الزمن، ولا بد من تجاوز الخلافات الداخلية وعدم افتعال اي من المشكلات أو حلق أزمات لتكون ذريعة للتأجيل أو الإلغاء .
ومن المهم السعى الي اجراء انتخابات تتمتع بالشفافية والرقابة وان تكون الانتخابات حرة ومباشرة وان لا يتعرض الناخب لأي ضغوطات وممارسة حقه الانتخابي دون اي مؤثرات خارجية سواء في الضفة الغربية او القدس او قطاع غزة وان تتمتع الانتخابات بالديمقراطية وفقا للقواعد والأسس الدولية والعمل على توفير الفرص للانتخابات من خلال السفارات الفلسطينية لمن هم خارج الوطن وضرورة اشراكهم في العملية الانتخابية كون ان الانتخابات لم تجرى منذ سنوات، وأهمية مراقبة العملية الانتخابية من قبل مؤسسات حقوق الانسان العربية والدولية وان تخضع للمعايير الدولية القائمة في ممارسة العمل الانتخابي وتوفير القواعد والنظم القائمة وتهيئة الظروف لإنجاح الانتخابات الفلسطينية .
ومما لا شك فيه بان عدم اجراء الانتخابات الفلسطينية منذ مدة طويلة ترك اثارا سلبية على المحيط المحلي ولم تعد البيئة مناسبة لإجراء هذه الانتخابات، وبالتالي فانه يجب على القائمين والمشرفين على العملية الانتخابية اعادة تهيئة الاجواء وترتيب الامور وتوفير البيئة الداخلية الفلسطينية وبحاجة إلى تأهيل الكوادر وتوفير الامكانيات التكنولوجية المناسبة من أجل خلق الواقع المناسب والجيد لانتخابات نزيهة وشفافة وهذا الامر يتطلب المزيد من الوقت لإعادة تأهيل الكوادر والمؤسسات المشرفة على الانتخابات ومشاركة الفصائل الفلسطينية في الاعداد لهذه المتطلبات، ووقف اي شكل او ممارسات تعيق عمل لجنة الانتخابات الفلسطينية وتوفير المناخ الاعلامي والقانوني لدعم وحث الناخبين على ممارسة حقوقهم الانتخابية بكل شفافية ونزاهة.
وبعد مضي سنوات طويلة من الانقسام الفلسطيني بات من المهم العمل على ضرورة إنهاء هذا الانقسام وتجنيب الشعب الفلسطيني المزيد من المعاناة والخسائر وخاصة بعد أن أعلن الرئيس محمود عباس الدعوة إلى إجراء انتخابات عامة وتكليف لجنة الانتخابات بدراسة الموقف ووضع السبل الكفيلة في نجاح العملية الانتخابية ووضع القواعد للحفاظ على البعد الوطني والموروث النضالي الفلسطيني وضرورة السيطرة الكاملة على زمام الامور والابتعاد عن الخلافات والاهتمام في توفير المناخ الديمقراطي من قبل جميع الفصائل، والإعداد لنجاح الانتخابات التي ينتظرها المواطن الفلسطيني كون هذه العملية هي استحقاق وطني ونضالي متكامل وهي الطريق الوحيد لإنهاء الوضع القائم وتجديد ميثاق الوحدة والتعاون والتكاتف من قبل الجميع .
بالرغم من تشاؤم الجميع الا أن ثقتنا في القيادة الفلسطينية كبيرة لتجاوز الماضي والاهتمام في توفير المناخ المناسب لممارسة العملية الديمقراطية ونجاحها من اجل الحفاظ على المشروع الوطني الفلسطيني وتجسيد حقيقي للوحدة الوطنية وأهمية نجاح الانتخابات الفلسطينية، وحان الوقت لان نسمي المسميات بأسمائها وبعد هذه السنوات المريرة من الانقسام لنقول لا لهذا الانقسام والتشتت في المواقف وليختار الشعب ممثليه بكل حيادية ودون اي ضغوطات.
[email protected]
أضف تعليق