عندما أُنزل العقاب على المذنب لم يكن الّا رادعًا ليحدّ من هول الجريمة، ويزرع الخوف في أعينِ الآخرين لعلهم يُردعون.
لو كان هذا الشاب تربى في صغره على عدم تخطّي الحدود، وعلى جملةٍ ما زلتُ لليوم أرددها لأولادي ( أنتَ حُرّ ما لم تَضرّ) لما تهالك جيل اليوم. فالجريمة التي تدُسُّ سمومها في طبق الحياة ما هي إلا مهزلة لوالدين غطّا في نومهما عميقًا وتركا خيارات الحياة لأولادهم، دون تعاليم وإرشادات، ولقوانين تحرَّت عن الجناة بنصف عينٍ ودم بارد، فراحوا جيئةً وذهابا مالئين بطونهم وجيوبهم بالحرام الحرام.
منذ أول الخليقة وأتباع الأديان السّماوية وحتى البوذيين، اتخذوا العقوبة كنظام من أنظمة الحياة التي لا تخلو من حلوها ومُرّها، فكان للعقوبة أشكالها التي تهدف إلى التحكم بعنقود الأذية، فترى المذنب يُردَعُ بعقوبة السّوط أو السّجن أو الغرامة المالية لكن! في حال التورّم الإجتماعي القابع وسط مجتمعنا انفرط العنقود! راحَ قانون الغاب متأرجحًا بين الظلام والنور وما عاد آبهًا بالقوانين السّماوية وما عدنا قادرين على التحكم في إيقاف سوداوية جيل أغلق على قلبه وضميره ومضى نحو حتفه.
أخذ الجيل بالتهام المحرّمات دون شبعٍ ، حتى أتخم بطنه، وعندما انقطع نَفَسهُ من تختمه راح يناطح الحيطان والبشر كأنه كبشٌ انفرد عن قطيعه ولا يرى سوى مقدمة أنفه التي ضللتها الأنا وسط إزدحام وعواء ولُهاث.
أعيدوا ترميم الآباء والأمهات وأعيدوا قانون العقوبة ومخافة الله فكفانا موتًا بأرخص الأثمان. ما زال بيننا الحالم ومازال في الأرض متسعٌ مهما ضاقت، فإنها لن تضيق إلا على غير المكترثين والعابثين.
هـ . ش
[email protected]
أضف تعليق
التعليقات
مقال نابع من الوجع