بقلم : سري القدوة
طالما كانت مواقف الاردن نابعة من المسؤولية والشعور العميق والترابط الفلسطيني الاردني الاخوي لتشكل هذه العلاقات القائمة على مدار التاريخ المنطلق والأساس التكويني للوحدة العربية وتجسيدها عمليا على ارض الواقع وما يدفعنا الي الاشارة هنا الي تصريحات وبيانات المملكة التي تؤكد حرصها المستمر على متابعة ادق التفاصيل ودعم الموقف الفلسطيني وهذا ما اكده رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة في بيانه الاخير الذي ألقاه أمام مجلس النواب حيث جدد خلاله دعم الأردن الشقيق لحقوق الشعب الفلسطيني التاريخية وتأكيده على تحقيق السلام العادل والمستند الى قرارات الشرعية الدولية والذي يرتكز على حل الدولتين وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، كما اشار الي ان الاردن سيواصل التصدي للممارسات والانتهاكات الاسرائيلية في القدس، خاصة محاولات تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في المدينة المقدسة، وبذلك ترسخ الحكومة الاردنية مواقفها الثابتة والتاريخية والأساسية والثوابت الداعمة للحقوق التاريخية للشعب العربي الفلسطيني من خلال توصيات جلالة الملك عبد الله الثاني وتوجيهاته المستمرة بالحفاظ على عهدة الاجداد والوصاية الهاشمية التاريخية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس حيث ان مواقف الاردن كانت دوما دعمه للقضايا العربية وتنطلق من اجل تمتين الوحدة العربية والدفاع عن القضية الفلسطينية والمقدسات الاسلامية والمسيحية والتي تشكل القضية المركزية الاولى التي يتبناها الاردن على المستوي القومي والإقليمي .
ونحن على مشارف مئوية المملكة الاردنية الهاشمية فان القدس كانت حاضرة دوما في عيون جلالة الملك والأردنيين، حيث يواصل الأردن وبتوجيهات ملكية سامية بذل الجهود الكفيلة بحماية ورعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية ودعم صمود المقدسيين المسلمين والمسيحيين والحفاظ على حقوقهم في المدينة المقدسة، وتعمل الاردن علي الدوام ومن خلال المسؤولية التاريخية لبذل الجهود السياسية والدبلوماسية والقانونية للدفاع عن القدس والمقدسات وخصوصا المسجد الاقصى على المستوي الدولي، انطلاقا من الدور التاريخي الذي تقوم به الحكومة الاردنية والمؤسسات الملكية لحماية المقدسات في ضوء الاتفاقية التاريخية للوصاية على الأماكن المقدسة في القدس والتي وقعها جلالة الملك عبدالله وأخيه الرئيس محمود عباس والتي جاءت تتويجا للاتفاقيات التاريخية القائمة وإعادة التأكيد على الوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة في مدينة القدس منذ بيعة عام 1924، والتي انعقدت بموجبها الوصاية على الأماكن المقدسة للملك الشريف الحسين بن علي، وأعطته الدور في حماية ورعاية الأماكن المقدسة في القدس وإعمارها، واستمرار الدور التاريخي للمملكة الأردنية الهاشمية .
لقد جسدت المملكة وعملت على دعم خيار الدولة الفلسطينية المستقلة الذي هو خيار الشعب الفلسطيني الاوحد القائم من خلال مسيرة التضحية والفداء التي تواصلت منذ اكثر من مئة عام وكانت الثورة الفلسطينية هي حامية النضال الفلسطيني والمحافظة على وحدة هذا الشعب وأرضه ومتصدية للاحتلال ومحبطة مؤامرات التصفية والتبعية والاحتواء .
لقد عبرت العلاقات الصادقة والتاريخية بين الاردن وفلسطين عن مشاعر الشعبين ولم تكن مجرد حبر علي ورق بل كانت عبر علاقات قائمة عبر التاريخ وهي تجسيد حقيقي لحماية الشعب الفلسطيني ودعم صموده والعمل علي بناء المؤسسات الفلسطينية القادرة علي حماية المشروع الوطني، ووضع استراتيجية لتحقيق آمال وطموحات الشعبين، على طريق تحقيق الوحدة والتكامل العربي الشامل والتمسك الكامل بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني وضرورة التنسيق المشترك والتحرك على الصعيد الدولي والعمل معا لصالح لدعم قيام الدولة الفلسطينية ومساندة حقوق الشعب الفلسطيني وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية .
[email protected]
أضف تعليق