بالرغم من أن نسبة اقبال المجتمع العربي على اجراء عمليات استبدال مفصل الركبة أو مفصل الورك أقل منها في المجتمع اليهودي، الا ان هذا النوع من العمليات اصبح واسع الانتشار في البلاد، ويسجل نسب نجاح مرتفعة. عن الاسباب والمعطيات والعلاجات تحدثنا مع د. نبيل غريّب، نائب مدير قسم العظام في مستشفى رمبام.
بداية ما هي المسببات التي تستدعى استبدال مفصل الركبة او مفصل الورك؟
مع التقدم في السن، يتقلص حجم ونسبة طبقة الغضروف في جميع مفاصل الجسم بشكل عام. وفي مفاصل مثل الركبة والورك، وعند جزء كبير من الناس، هذه الظاهرة موجودة أكثر وتظهر في وقت مبكر أكثر.
استبدال مفصل الركبة يكون غالبا نتيجة اهتراء المفصل أو التغير في مبناه وتآكل في الغضروف الموجود في الركبة. هذا صحيح أيضا بالنسبة لمفصل الورك، اضافة الى اسباب تتعلق بهشاشه العظام والكسور في مفصل الورك خاصة عند كبار السن، الأمر الذي يحتم على الأطباء إجراء عملية لتبديل المفصل أو جزء منه. إن هذا النوع من العمليات جاء لتسريع فترة الشفاء واعادة التأهيل. لو لم تتم هذه العملية مثلاً وقمنا بعلاج المريض عن طريق الراحة فقط، دون الضغط على المفصل او تثبيته، فإن فترة العلاج ستكون طويلة اكثر، واحتمال العودة الى الحياة الطبيعية والمشي بشكل طبيعي تكون أقل. انتشرت هذه العمليات في السنوات الأخيرة بشكل كبير، وتعتبر امنة جداً، والنتائج بعد العلاج تمنح المريض امكانية ممارسة الحياة العادية دون ألم.
ما مدى اقبال المجتمع العربي على هذا النوع من العمليات وهل مسببات المرض موجودة أكثر؟
للأسف نسبة الاقبال في المجتمع العربي هي اقل منها في المجتمع اليهودي. يعود ذلك الى مستوى المعرفة والوعي المنخفض لهذه العمليات، ولربما الخوف. وعلى الاغلب اسباب اجتماعية ونوع من الاستهتار بالصحة وبأهمية جودة الحياة. فمثلا: جزء من الفعاليات الاجتماعية وممارسة الرياضة، لا يعتبر حاجة ضرورية عند حياة الكثيرين، ويختارون ببساطة أن يعيشوا مع الالم والمعاناة، وأن يعيشوا مع جودة حياة منقوصة وهذا خطأ كبير حسب رأيي.
اذا نظرنا الى اسباب تآكل الغضروف واهتراء مفصل الركبة او الورك، فبعضها يعود الى اسباب تتعلق بنمط الحياة وعدم ممارسة الرياضة، او بسبب السمنة الزائدة في حالة مفصل الركبة، أو اسباب تتعلق بالوراثة والجينات. كما وأن الكسر عند مفصل الورك منتشر ايضا عند المسنين وخاصة النساء اللواتي يعانين من هشاشة العظام. من هنا يمكن ان أقول ان هذه الظاهرة منتشرة اكثر في المجتمع العربي مقارنة بالوسط اليهودي بسبب انتشار اكبر للمسببات، او بسبب نمط الحياة وانتشار السمنة الكبير في المجتمع العربي أو قلة ممارسة الرياضة، بالرغم من عدم وجود معطيات أكيدة.
ماذا عن فترة الشفاء وإعادة التأهيل بعد العملية؟
هذه الفترة مهمة جداً للمريض، ولها دور اساسي لرسم معالم جودة حياته المستقبلية. في هذه الفترة يحتاج المريض إلى علاج طاقم طبي مؤلف من طبيب، ممرض/ة، معالج طبيعي ومعالجة بالتشغيل حسب الحاجة.
العلاج الطبيعي يتم من اللحظات الأولى بعد انتعاش المريض من العملية. في أغلب الحالات، يسمح للمريض الوقوف على رجليه بمساعدة عكاز او مساند للمشي ويجب عليه البدء بالتمارين الخاصة بإرشاد معالج طبيعي في المشفى. من المشفى يعود المريض إلى بيته وهناك يتلقى أيضاً العلاج الطبيعي لتحسين أدائه في المنزل. يعمل المعالج الطبيعي على تقوية العضلات، تحسين مجال الحركة، العمل على تحسين التوازن والتدريب على المشي السليم.
كيف تبدو الحياة بعد العملية؟
اذا استثنينا فترة التأهيل الأولى والتي تمتد من شهر الى شهرين بعد اجراء العملية, فإن آداء المفصل يتحسن بشكل ملحوظ، وتختفي الالام الحادة التي طالما عانى منها المريض وتتحسن جودة حياته، ويتمكن من ممارسة حياته بشكل طبيعي وافضل بكثير. وفي الفترة ما بعد إعادة التأهيل يجب على المريض المحافظة على جسمه وتقوية العضلات بشكل دائم. إن المفصل الاصطناعي الذي حل مكان المفصل الطبيعي بإمكانه أي يخدم لمدى الحياة , البعض يظن ان "عمره" يتراوح ما بين 15-20 سنة. ولكن اغلبية الذين يقوموا بهذه العمليات ليسوا بحاجه الى عملية أخرى.
هل يمكن ممارسة الرياضة والحياة الفعالة بعد العملية؟
نعم. الكثير ممن مروا بمثل هذه العملية عادوا إلى الحياة الطبيعية والفعالة وعادوا إلى ممارسة الرياضة. إن المفصل الجديد قوي بما فيه الكفاية ليمكن الأنسان من ممارسة حياة فعالة. ففي بعض الحالات والتي أعرفها عن قرب، عاد المريض إلى ممارسة رياضة الدراجة الهوائية والتدرب في فرق الرياضة مع ملائمة امكانيات الجسم إلى نوع الرياضة. إن الأمر متعلق فقط بمن إجتاز مثل هذه العمليات، فهناك من يخلق الحواجز ويمنع نفسه من ممارسة الحياة الفعالة وهناك آخرون عادوا إلى أنواع رياضة تنافسية دون أي عوائق.
لخلاصة حديثنا ما هي رسالتك العامة للمرضى؟
أوجاع مفاصل الركبة والورك وجودة الحياة المنقوصة هي وضع غير طبيعي وبالإمكان تغييره، هذا النوع من العمليات وبفضل التقنيات الحديثة والمتطورة يعتبر من العمليات الامنة والناجحة والنتائج مرضية جداً. من المهم بعد إجراء العملية أن تكون فترة الشفاء وإعادة التأهيل مكثفة لتوصل المريض إلى الحالة المثلى التي يستطيع. هذه العمليات تحسن من جودة الحياة وتعطي المريض الفرصة لينعم بحياة أفضل دون ألم أثناء المشي. هذه العمليات ليست عائق لتمنع من اجتازها أن يمارس الرياضة، بل على العكس يجب الاستمرار بالرياضة، وخصوصاً تقوية العضلات المتعلقة بالمفصل ويجب العمل على تقوية عضلات الجسم إجراء العملية من هذا النوع هو بداية جديدة لحياة ذات جودة أفضل. والافضل ان نحافظ على نمط حياة صحي وأن نمارس الرياضة بانتظام وأن نحافظ على المفاصل الطبيعية التي ولدنا معها.
[email protected]
أضف تعليق