الحياة هديّة من الباري عز وجل، وعلينا تقدير هذه النعمة والاحتفال بهدية الحياة المقدسة، إلا أن مناسبة عيد الميلاد المجيد ورأس السنة الميلاديّة كغيرها من الأعياد والمناسبات، تحولت وللأسف الشديد إلى موسم استهلاكي؛ إذْ سيطر سوق الهدايا والمظاهر على الجانب الإنساني ودورنا الإيجابي فيه، وعلى مفاهيم ومعاني هذه المناسبة الدينية الاجتماعية والنفسية العزيزة التي تكاد تختلف كليا عن سائر السنين.
في هذه السنة ستكون أجواء العيد الاحتفالية رمزية جدًّا ومثقلة بالهموم والقلق والتخوف من الآتي؛ لما يشهده العالم من محنة الوباء التي اجتاحت العالم، وخرقت أسوار كل بقعة من بقاع المعمورة، ولما خلفه هذا الوباء الخبيث من هموم ودمار وشلّ الحركة الاقتصادية، وما أحدث من مشاكل في مرافق وميادين الحياة كافّةً، ناهيك عن الصراعات الدامية ومظاهر التعصب والتطرف والعنف المستشري بكلّ مظاهره، تسلط وتفاقم ظاهرة الإتاوات على القطاع التجاري العامّ والخاصّ، وسيطرة لغة التجريح على أوساط المجتمع المختلفة، ممّا أفقدت المواطن أمنه وأمانه كليًّا.
نحن على عتبة انطواء عامٍ واستقبال عامٍ جديدٍ؛ لنبدأ أحلامنا مجددًا، أحلامًا يحدوها الأمل والتفاؤل بعيدة عن مشاهد المعاناة والعنف وسفك دماء الأبرياء.
نتضرع للعلي القدير أن تتعافى النفوس وتتصافح القلوب ولنعمل معًا وسويةً على تجديد ميثاق الأخوة وتهيئة أجواء من أجل مستقبل أفضل يعد بحياة أكثر هناء وسعادةً، وكلّ عام وأنتم بخير.
[email protected]
أضف تعليق