بداية، أعترف أني فكرت طويلًا قبل أن أسطر هذه المقالة، وفي نفس الوقت أن أختار عنوانًا آخر كي لا أضخم وأعقد الوضع وأزيد الطين بلة، محاولا أن أعطي صورة مختلفة أكثر إيجابية وتفاؤلا لبلدة عريقة تستحق المزيد لكن وا أسفاه! لا أرى أي بوادر تبشر بولادة فجر جديد وانقشاع الغيوم المتلبدة في سمائها وتبدد دخانها الأسود الخانق والمخيف.
إنّ الوضع الذي تشهده يمثّل أكبر شاهد على تردي أوضاعها، وعليه لا يمكن أن لا أكون واقعيًا وأخون ضميري وقلمي وأنقل صورة لا تصور الحقيقة والواقع المر لأرضي أحدًا؛ تمشيا وإيمانا برسالة الكتابة السامية.
نعم، تدهشني حكاية مدينتي ذات التاريخ الحافل، فلم تعد وجوه المارة التي تجوب شوارعها مألوفة، وكما يبدو أنّها شرعت في انحرافها نحو الهاوية والمجهول، فغدت أسوارها مقتحمة تبحث عن مرسى فوق أمواج الحياة الصاخبة، وفقد المواطن فيها الأمن والأمان، وقيد بممارسة حياته اليومية وسيطرت عليه علامات العناء والتذمر واليأس والقلق!
وأنا كغيري من أهل هذا البلد متخوفون من أن نكون قد استسلمنا ورفعنا الراية البيضاء، ودخلنا في روتين الخضوع وتقبلنا هذه المشاهد والأوضاع المأساوية وكأننا في طريقنا إلى عهد الكهوف!
والحديث لا يدور عما شهدته المدينة الأسبوع الماضي تحديدا....
والقائمة كبيرة، فإلى متى سنبقى كالخريف بزوابعه وغباره وتساقط أوراق الأشجار التي تتطاير وتأخذ الزوايا ملجأ لها؟
والسؤال الذي يطرح نفسه: هل سافر المواطن الشفاعمري في رحلة بلا رجعة؟ أم غدت مدينتي كقيثارة مصنوعة من الماس بين قصر شبيه بما يدور بين أروقة قصر السلطان سليمان "مسلسل حريم السلطان" ربه مبتور الأصابع وأهله لا يسمعون؟
غاليتي، ربيعي، شمسي، أغنيتي، وطني، أرضي، واحتي، كفى، كفى! عودي كما عهدناك شامخة أبية بقلعتك وبعلاقات أسرتك الواحدة لتبقَي الأجمل والأفضل كالربيع في فصوله التربوية والثقافية والاجتماعية والسياسية.
[email protected]
أضف تعليق