بقلم : سري القدوة
علي طريق التحرر الوطني شاركت المرأة الفلسطينية في مسيرة العطاء وساهمت بشكل فاعل في تفعيل الواقع النضالي وتشكيل قاعدة النضال الوطني عبر مسيرة الكفاح التحرري الفلسطيني فكانت عطاء بلا حدود وينبوع للانتماء الوطني الفلسطيني، وتعد مساهمة المرأة الفلسطينية في مسيرة النضال مساهمة فاعلة ولم تكن مساهمة عابرة بل كانت اساسية عبر سنوات النضال فهي شامخة كجبال الكرمل وجذورها ممتدة إلى الأرض الطيبة كشجر الزيتون الأخضر.
ولذلك اعتمد مجلس الوزراء الفلسطيني برئاسة رئيس الوزراء محمد اشتية اليوم الوطني للمرأة الفلسطينية الموافق السادس والعشرين من أكتوبر كل عام منذ تاريخ 17 تموز 2019، وجاء هذا القرار في إطار خطة الحكومة الفلسطينية وقيادتها السياسية بالعمل على تمكين المرأة الفلسطينية وتعزيز دورها القيادي على المستوى الوطني، وان المرأة الفلسطينية شأنها شأن المرأة في كل مكان لحقها الكثير من القهر قبل أن تنال جانبًا من حريتها في العصر الحديث، فكانت المرأة الفلسطينية الشهيدة والأسيرة والطريدة والمقاتلة حيث لحقها القهر نتيجة ممارسات الاحتلال وسياساته القمعية ومارست عصابات الاحتلال والتنكيل والتدمير في المجتمع الفلسطيني والذي لحق الأذى الأكبر بالمرأة وبالمجتمع الفلسطيني، ولكن كانت المرأة معاناتها مضاعفة ومتنوعة ومتعددة الأشكال، إذ تقع عليها كافة عوامل الضغط نتيجة ممارسات الاحتلال وفي كل الظروف كانت حياتها حياة غير طبيعية وصعبة .
ولعل اعتماد هذا التاريخ له دلالات قيمة وعريقة بمسيرة المرأة الفلسطينية وكفاحها؛ حيث عقد في مثل هذا اليوم أول مؤتمر نسائي فلسطيني في مدينة القدس بتاريخ 26 تشرين أول 1929م، وسط مشاركة فاعلة وبحضور أكثر من 300 سيدة، والذي خرج بمجموعة من القرارات المهمة التي عبرت بصدق عما كان شعب فلسطين يتطلع إليه حيث شاركت المرأة الفلسطينية ضمن الفعليات المنظمة في العمل السياسي منذ العام 1929، إثر تصاعد أحداث ثورة البراق، وانتشارها في جميع أنحاء فلسطين جنبا الي جنب مع ابناء الشعب العربي الفلسطيني وتحملت المسؤولية واستشهدت تسع نساء وهدمت البيوت وتشردت الأسر وزج بالكثيرين في السجون .
وتجسد المرأة الفلسطينية تطلعات جماهير الشعب الفلسطيني وتلعب دورا مهما ومحوريا في اطار منظمة التحرير الفلسطينية والثورة فهي رمز التحدي والصمود، على الرغم من الظروف المعيشية التي تعيشها في ظل الاحتلال وانتهاكاته سواء من عنف، وتهجير، وتشريد، وقتل، وعبرت المرأة الفلسطينية عن المحتوى الوطني للنضال الفلسطيني وساهمت في صياغة المستقبل والقضية الفلسطينية لتساهم بفاعلية في الانضمام إلى حركة التحرر الوطني، فكانت المرأة الأسيرة والقائدة والشهيدة وحاملة السلاح وساهمت بكل فاعليات المجتمع الفلسطيني .
إنها المرأة صانعة الرجال، صانعة الثورة والكفاح الوطني، والتي تساهم في بناء الدولة الفلسطينية فكانت رمزا للعطاء والتضحية والفداء وانطلقت المرأة مع انطلاقة الثورة لتكون رافدا أساسيا للبناء الوطني، ولا يمكن هنا أن ننسى الدور الكبير لاتحاد لجان المرأة للعمل الاجتماعي ومساهمته الفاعلة في بناء المجتمع الفلسطيني حيث تأسس اتحاد لجان المرأة للعمل الاجتماعي في حزيران عام 1981 كمؤسسة جماهيرية تعنى بقضايا المرأة والطفل في فلسطين، وأيضا لا ننسى دور الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية والاتحاد النسائي الفلسطيني واتحاد لجان العمل النسائي وطاقم شؤون المرأة واتحاد لجان كفاح المرأة والعديد من المؤسسات النسوية العاملة في فلسطين وأماكن الشتات حيث كان لها الدور الكبير في تجسيد ملامح النضال الوطني والمساهمة الكبيرة في بناء مؤسسات الدولة الفلسطينية.
[email protected]
أضف تعليق