بررت " المشتركة " امتناعها عن التصويت حول مقترح تشكيل لجنة تحقيق بفساد نتنياهو في موضوع الغواصات الألمانية بالقول إن التصويت مع المقترح هو دعم للجيش أما معارضته فـ يخدم لـ نتنياهو. هذا تبرير غير مقنع وفيه مراهقة سياسية إذا فعلا كان هذا الاعتبار فعلا( ربما تكون هناك حسابات غير معلنة على شكل وعود من نتنياهو للمشتركة - تلبية أحد مطالبها مثلا). التصويت ضد نتنياهو والسعي لـ إسقاط نتنياهو هو سبب كاف للتصويت مع تشكيل لجنة تحقيق. منصور عباس أو غيره من نواب " المشتركة " حينما يشغل منصب نائب رئيس الكنيست فعليه التصرف بشكل رسمي لا مندوبا عن قائمته كما قال وهو محق بذلك. الفيديو يظهر فعلا أن رئيس الإئتلاف الحاكم ميكي زوهر قد طلب استبدال آلية التصويت لكن منصور عباس لم يسمعه وتم التصويت الألكتروني وفازت المعارضة في التصويت. طالما أن القرار هو ضد نتنياهو كان ربما بـ مقدور النائب منصور عباس أن يرفع الجلسة ويتبنى القرار ويطلب ممن يريد التوجه للمستشار القضائي للكنيست للبتّ في استئنافه، أو على الأقل تحاشي التطابق مع موقف رئيس الكنيست بـ البيان والصورة بعد إلغاء التصويت- القرار قبل أن يبت قانونيا بالإشكالية.
وسط عدم تعقيب رئيس " المشتركة " والحركة العربية للتغيير سارع زميله مطانس شحادة للمشاركة في تلميحات خطيرة ضد منصور عباس ( آمل أن تكون الأخبار عن تواصل وتنسيق بين زميلي منصور عباس والليكود غير صحيحة.....) ومن ثم جاءت ردود منصور عباس عليه بالقول إنها أكاذيب وتضليل... وفي بيانها قالت كتلة الحبهة في الكنيست :" كتلة الجبهة والقائمة المشتركة كلّها ستصرّ على دورها كمعارضة فعّالة وليس شرابة خرج لحكومة نتنياهو ". كل هذا المشهد يزيد طينة المشتركة بلّة لأنه لا يفهم تعددية بقدر ما هو ضعف للثقة بين قادة المشتركة.
مرة أخرى تتورط المشتركة في أداء يمس بـ صورتها وهيبتها وشعبيتها كما حصل بعد في الشجار المعلن حول قانون مساعدة المثليين. هذه ليست تعددية هذا تشظي وعارض من عوارض فقدان العمل المشترك المخطط له وضعف الثقة بين أقطاب " المشتركة " وهذا من شأنه أن يدفع سفينتها نحو السفر في بحر هائج. وهنا لابد من السؤال مجددا عن جدوى مشاركة " المشتركة " في إشغال منصب نائب رئيس الكنيست( منصور عباس وأحمد الطيبي) فهو منصب رسمي إجرائي لكنه مشحون بـ دلالة رمزية إسرائيلية. هو يوفر فرصة للتأثير ربما على جدول أعمال الكنيست لكنه ليس مجانيا ويضع النواب العرب في موقع تمثيلي رسمي كبقية المناصب الرسمية في إسرائيل. وإذا كان كذلك فلماذا نائب رئيس الكنيست نعم و لا للتصويت مع مقترح لـ تشكيل لجنة تحقيق بـ غواصات نتنياهو ؟
هناك تحامل شعبي واسع على " المشتركة " بعضه ظالم وغير مبرر وبعضه محق ويتعلق بـ أدائها وبتوجهاتها من ناحية العمل الجماعي المخطط. إن تخطي " المشتركة " الحواجز العنصرية مهمة صعبة جدا والله يكون في عون نوابها في ظل برلمان تحكمه أغلبية متشددة وعنصرية... فما بالك وأنت بلا خطة سليمة للعمل الجماعي وبدون مبادرة للتوضيح للجمهور مسبقا وربما نمن خلال ناطق واحد موحد بلسانها( كما تبين في موضوع الغياب عن التصويت على مشروع قانون المنح التعليمية) وما بالك وهناك من يعادي المشتركة ويسعى للنيل منها لأسباب متنوعة ؟؟
الحرص الحقيقي الصادق على العمل الجماعي المدروس لدى " المشتركة " ربما يسعفها في استعادة ما خسرته حتى الآن لأن المجتمع العربي شعر بالقوة بعد نجاحه في إرسال 15 نائبا ويتوقع أن يلعب هؤلاء في الملعب البرلماني لعبا جماعيا يقوم على التعاون بدلا من النجومية الفردية خاصة أنها ساهمت في رفع سقف التوقعات منها قبيلّ الانتخابات الأخيرة. على " المشتركة " أن تعي جيدا لرمزيتها ولمفاعيلها على وعي المجتمع العربي والمساهمة في تعزيز اجتماع أفراده واصطفافهم كـ جماعة قومية. من هنا تأتي الرغبة الواسعة بأن يتصرف النواب كـ فريق متكامل خاصة أن هذا يرفع احتمالات العمل المجدي على الأرض في مجال الحقوق المطلبية المدنية.
العمل الجماعي الحقيقي يحافظ على شعبية وهيبة " المشتركة " حتى لو كانت مكاسبها متواضعة ولذا فإن فقدانه يسبب خيبة الأمل والاحتجاج والغضب في الشارع.
[email protected]
أضف تعليق