تسبب لقاح فيروس كورونا من "موديرنا" في استجابة قوية للأجسام المضادة لدى كبار السن، وفي آثار جانبية "شديدة'' لدى متطوع واحد، وفقا لبيانات جديدة من اختبار المرحلة الثانية للشركة.

وأعطيت جرعتان من اللقاح لكل من نحو 40 متطوعا، تتراوح أعمارهم بين 56 و70 عاما أو أكثر.

وطور جميع المرضى المسجلين في الدراسة أجساما مضادة "محايدة'' لفيروس كورونا - أنواع الخلايا المناعية التي يُعتقد أنها أكثر قدرة على إيقاف الفيروس ومنعه من إصابة خلايانا.

وبشكل عام، كان لدى المشاركين الأكبر سنا ردود فعل خفيفة إلى معتدلة تجاه الحقنتين - معظمها آثار جانبية مثل الألم أو الصداع أو الإرهاق - ما يشير إلى أن لقاحا واحدا على الأقل يبدو آمنا لمن هم في أمس الحاجة إليه.

وحصلت مجموعة من المشاركين في التجربة على حقنتين بجرعة أقل من لقاح فيروس كورونا، وحصلت الأخرى على حقنتين من لقاح بجرعة أعلى.

وبغض النظر عن ذلك، كان لدى جميع المشاركين في الدراسة، التي نُشرت يوم الثلاثاء في مجلة New England الطبية (NEJM)، استجابة من الأجسام المضادة.

وجرى إعطاء الحقن بفاصل 28 يوما، وبعد الجرعة الثانية، قال منظمو التجربة في جامعة إيموري في جورجيا، إن أجسام المتطوعين الأكبر سنا أنتجت مستويات مماثلة من الأجسام المضادة لتلك التي شوهدت في المجموعة الأصغر (18-55).

وأظهروا علامات قلبية على وجود أجسام مضادة مرتبطة ومعادلة، ما يشير إلى وجود الكثير من الخلايا المناعية المصممة لمنع SARS-CoV-2، ولن تواجه مشكلة في الالتصاق بالجزيئات الفيروسية.

إقرأ المزيد
مقارنة بوباء
مقارنة بوباء "كوفيد-19".. كم شخصا لقي حتفه في أسوأ جائحة سجلها التاريخ؟
وبالإضافة إلى ذلك، كان دم المتطوعين غنيا بالخلايا التائية والبروتينات الالتهابية المهمة، ما يشير إلى أن الاستجابة المناعية الكلية كانت في حالة جيدة.

وهذا مشجع بشكل خاص لأن اللقاحات ليس لها سجل حافل لدى كبار السن بشكل عام.

ومثل باقي الجسم، يبدأ جهاز المناعة في التباطؤ ويصبح أقل دقة مع تقدمنا ​​في العمر. إنها عملية تسمى التقلص المناعي. ولا يفهم العلماء تماما عملية التدهور هذه، لكنهم لاحظوا أن الخلايا البائية المناعية تصبح أكثر خمولا وخللا.

وتعد الخلايا البائية هدفا مهما للقاحات، لأنها مسؤولة عن إنتاج الأجسام المضادة، والخلايا المناعية المخصصة التي تقاوم مسببات الأمراض الفردية بعد أن نواجهها أو بعد أن يتم تعليم أجسامنا التخلص منها بواسطة لقاح.

ولدى المشاركين الأكبر سنا، رأى الباحثون أن جرعتين من اللقاح تسببت في إنتاج كميات أكبر من الأجسام المضادة مقارنة بالعدوى نفسها لدى الناجين من "كوفيد-19"، كما تم قياسها بأخذ عينات من البلازما.

والأهم من ذلك، أن لقاح "موديرنا" مصمم خصيصا لمكافحة سلالات فيروس كورونا التي طورت طفرتي - 614D و614G - حيث أصبحتا معا الشكل الفرعي الأكثر انتشارا من فيروس كورونا المتفشي في الولايات المتحدة.

وعلى الرغم من محدودية هذه البيانات المبكرة، رأى باحثو Emory و"موديرنا" أن لقاحهم التجريبي لديه القدرة على العمل بشكل جيد في الأشخاص الأكبر سنا والأكثر ضعفا كما هو الحال مع الأشخاص الأصغر سنا، الذين يشكلون الآن أكبر نسبة من العدوى، ولكن فقط جزء صغير من وفيات فيروس كورونا.

وبالقدر نفسه من الأهمية، كان اللقاح آمنا بشكل عام وأدى فقط إلى آثار جانبية قصيرة العمر، يمكن تحملها في الغالبية العظمى من مجموعة الدراسة الصغيرة.

وكان لدى نصف المرضى في كل من الفئة العمرية 56-70 والفئة العمرية 71 فما فوق، الذين حصلوا على جرعة أقل من اللقاح، آثار جانبية بعد اللقاح الأول، كما فعل نحو ربع أولئك الذين حصلوا على النسخة الأكثر فعالية من اللقاح .

وبعد الجرعة الثانية، كان نحو ربع المجموعة الأكبر سنا، الذين حصلوا على الجرعة الأضعف، يعانون من آثار جانبية خفيفة.

وأصيب شخص يتراوح عمره بين 56 و70 عاما، حصل على جرعة أقل، بالحمى التي صنفت كأثر جانبي حاد بعد تلقي جرعته الثانية من التطعيم.

ووقع الحدث الضار الوخيم الثاني لدى مشارك يبلغ من العمر 71 عاما أو أكثر، تلقى حقنتين من لقاح بجرعة أعلى، وعانى من إرهاق دائم.

وقال الرئيس التنفيذي لـ "موديرنا"، ستيفان بانسيل، إنه يعتقد أن الشركة ستعرف على الأرجح ما إذا كان لقاحها يعمل بحلول نوفمبر، عندما تتوقع الحصول على بيانات كافية من تجاربها السريرية في المرحلة 3 في عشرات الآلاف من الشباب، لمعرفة ما إذا كانت معدلات الإصابة بفيروس كورونا كانت أقل، بين أولئك الذين حصلوا على اللقاح الحقيقي مقارنة بأولئك الذين حصلوا على علاج وهمي.

المصدر: ديلي ميل

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]