كتب: طلال سلمان
لم يكن لبنان بحاجة إلى محنة إضافية يختطف معها التفجير في المرفأ هذا العدد المهول من بيوت الناس ومن أرواحهم فضلاً عن الخسائر المادية، وهي ثقيلة جداً.
تكفي لبنان محنته السياسية غير القابلة للحل، لأن الطائفية والمذهبية، وما تستولده من خلافات جذورها في الماضي، القديم، لكنها باقية يمكنها أن تحرف الحاضر عن مساره الطبيعي كما يمكنها أن تشوه صورة المستقبل.
فلنعترف أن الماضي هو المهم، وهو المؤثر في صياغة الحاضر والمستقبل إلى حد ما، فأهم رئيسين في البلاد تجاوزا الثمانين.. أما الأصغر سناً منهما فيعتبرهما المثال والقدوة..
المعضلة التي تواجه الأجيال التي تتجاوز بأعمارها ذكريات الانتداب المبهجة هي: كيف نتجاوز هذا النظام لنصل إلى المستقبل، في حين أن أهل الماضي قد لغموا الطريق وأزالوا الإشارات الدالة إليه وحاصرونا بخيار مر: إما الجمود وإما العودة إلى الماضي وكأنه المستقبل!
إذا كان الماضي من صنع المستعمر الفرنسي، والحاضر يرسم بين واشنطن وتل أبيب فمن أين سيأتي المستقبل ولا ممر آمناً ولا بدائل متاحة؟
أخطر ما في هذا النظام أنه يقتل الأحلام ويجعل الأمر الواقع قدراً، ويطير بالمستقبل من واقع ليجعله خلف النوم وقبل اليقظة، لا يمكنك دخول جنته ولا الخروج من جحيمه، فتمضي وقتك نصف نائم حتى لا يبتلعك الحوت، ونصف مستيقظ حتى لا تضيع الفرصة المذهبة التي تخرج من الحلم إلى الخرافة ثم تسحبك إلى الوهم وتطرحك لتصبح في ما تفترضه البحر في حين أن خديك يؤكدان لك أن دموعك هي التي اصطنعت كل هذه الاستحالات وصورتها حقائق.
أفق، وأكمل السير إلى غدك…
وغدك اجتراح الوطن!
[email protected]
أضف تعليق