وصل ثلاثة أطفال بأجيال 3، 4 و-9 سنوات خلال شهر ونصف إلى قسم العيون في المركز الطبي مئير من مجموعة كلاليت مع حروق خطيرة في العينين بسبب كبسولات سائل الغسيل، وتمّ تقديم العلاج المكثّف لهم وإنقاذ نظرهم. وقد انتبهت ارنا فينشطين، مديرة التمريض في قسم العيون في المستشفى، التي رافقت الأطفال، إلى تعدّد حالات الإصابة، وهي تعرف تمامًا كم أنّ اللعب بهذه المواد يمكن أن ينتهي بشكل تراجيدي. وقالت لفنشطين "فجأة انتبهنا أنّ حالة تلحق حالة وأنّ الطاقم يعالج ثلاث حالات شبيهة لإصابات حرجة بالعينين بسبب كبسولات سائل الغسيل"، وأضافت "هذا المنتج يثير جدًّا العينين بالذات لدى الأطفال. يحب الأطفال لمسه واللعب به، لكن من المهم أن ندرك أنّه خطر جدًّا ويمكن أن يسبّب إصابات لا يمكن علاجها".

في الحالات الثلاث، لعب الأطفال عن طريق الخطأ أو عن قصد بالكبسولة التي انفجرت، وفي إحدى الحالات حدثت الإصابة أثناء لعبة السلايم الشائعة. "إنها مادة تسبب حروقًا كيميائية في القرنية ويمكن أن تسبب في الحالات البسيطة علامات جفاف وفي الحالات الأكثر خطورة يمكن أن تتطور إلى وذمة في القرنية وتسبّب ضغط شديد على العين، والمس بتدفّق الدم وعكارة القرنية التي تتطلب جراحة وحتى تلفًا لا يمكن علاجه ينتهي بزراعة قرنية لمنع العمى" تحذّر د. فيرونيكا يحزقيلي، طبيبة عيون في قسم طب العيون في مركز مئير الطبي التابع لمجموعة كلاليت، والتي عالجت ورافقت الأطفال في القسم.

ويؤكد د. أساف فريمان، المختص في أمراض القرنية والعين الخارجية في مركز مئير الطبي التابع لمجموعة كلاليت، أن "الأطفال الثلاثة الذين تمّ علاجهم مؤخرًا بأجيال 3 و 4 و 9 أعوام كانوا يعانون من حروق متوسطة إلى شديدة الخطورة في العين. ومن المهم أن نفهم أن هذه هي المنطقة هي الأكثر حساسيّة في جسم الإنسان، مما يؤدي إلى ألم شديد، خاصة لدى الأطفال الصغار". ويضيف "هذه المواد عبارة عن مواد عالية التركيز معدّة لتنظيف الأقمشة المتسخة وبواسطة المكونات الموجودة فيها، يمكنها إزالة الصبغة من البقع. بمجرد أن تصيب العين، فانّها تقوم بنفس العمليّة وقد تسبّب العمى. كلما زادت تركيز المادة وتطايرها إلى العين بشكل أقوى، زاد الضرر. ويجب أن نتذكّر أنّ الشيء الذي لا يمس أبدًا جلد الإنسان يمكن أن يقتل العين".

"بمجرد دخول المادة إلى العين، تتضرر طبقة الظهارة على الفور، مما يؤدي إلى ألم في العين. والمشكلة الثانية تنتج حين تعلق المادّة بين الجفن والقرنية وتستمر في الذوبان هناك، والتسبّب بضرر بعيد المدى للخلايا الجذعيّة والتي يفترض أن وظيفتها المساعدة في عمليّة الشفاء. وتتسبب هذه الإصابة الكبيرة في إطالة فترة التعافي بشكل كبير وينطوي عليها علاجات معقدة، خاصة بالنسبة للأطفال الذين يجدون صعوبة في تلقي الأدوية لوقت طويل، وفي الحالات الأكثر خطورة، قد تكون الإصابة غير قابلة للإصلاح وتنتهي بالزرع" يوضح د. فريمان.

ما الذي يجب فعله ويمنع فعله عند دخول مادّة خطرة إلى العين؟

"إن أهم قاعدة يمكن أن تنقذ العين في الحالات التي تخترق فيها هذه المواد منطقة العين هي غسل العين بشكل جيّد جدًّا تحت الماء المتدفّق من أجل تفريغ أكبر قدر ممكن من المواد ثم التوجّه على الفور إلى المستشفى. لا ينصح باستخدام قطرات مختلفة لا نعرف متى تمّ فتحها أول مرة أو أنّها غير فعالة بما فيه الكفاية". تؤكد د. يحزقيلي.

"عند وصول الطفل إلى المستشفى، نقوم على الفور بقلب الجفن ونقوم بالشطف بعدة لترات من الماء المعقم من أجل إزالة معظم المادة من العين وتقليل الضرر. وفي الوقت نفسه، نبدأ علاجًا قويًا بالستيرويد، وعلاج الألم، والعلاج بالمضادات الحيوية، حيث أن الطبقة الظهارية التي من المفترض أن تكون آلية حماية للعين، وتشخيص أي جسم غريب يدخل للعين والتخلص منه، قد تضررت بنفسها"، يضيف د. فريمان. وبحسبه، فإن القرنية هي الجزء الأمامي الذي يتعرض كثيرًا للإصابات (المواد الكيميائية والصدمات وما إلى ذلك) وليس بها أوعية دموية. لذلك فإن أي عملية تلوّث أو صدمة يمكن أن تؤدّي إلى ضرر دائم من خلال ظهور ندب، أوعية دموية، أو فقدان الشفافية أو تغيير مبنى القرنية.

وتحذّر فينشطين من أنّ هناك بعض المواد مثل مواد التنظيف وبالذات المواد التي تزيل الدهون ومواد التبييض، يمكن أن تسبب حالات طبية خطيرة، لذا يجب الإشارة إليها بشكل واضح، والاقفال عليها في الخزانة وإبعادها عن متناول يد الأطفال.

عادةً ما تنتهي هذه الإصابات بالمكوث في المستشفى الذي يمكن أن يستمر لعدة أيام حسب شدة الإصابة، إلى جانب المتابعة المستمرة والعلاج بالأدوية. الشيء الذي يمكن الاستمتاع به عند بلوغ الشيخوخة هو السمع والبصر، كما يوضّح طاقم مئير، وفقدان البصر في مثل هذه السن المبكرة بسبب حادث يمكن تجنبه هو أمر مؤسف وخطير للغاية.

 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]