تخبط واضح لا زالت تعيشه الحكومة الإسرائيلية داخل جحورها، ما بين الاغلاق وعدمه، ما بين اصدار قرار مصيري لأصحاب المصالح والتراجع عنه، وبين هذا وذاك الاستياء والبلبلة والغضب هم اسياد الموقف، اذ كشفت الازمة عن أزمات كثيرة لربما أهمها انعدام قيادة محلية وقيادة عامة تدير الازمة وفق قرارات ملائمة مناسبة دون عجز او تخبط يسبب عجز اقتصادي ونتائج مخجلة لا تحمد عقباها لسنوات.

الحفاظ على مكانة المصلحة ومنع تراجعها او تدهورها هو افضل حل حاليا

فتحي اماره مدير قسم التصدير معهد التصدير الدولي وزارة الاقتصاد، وهو من بلدة كفركنا احدى البلدات الحمراء المهددة بالإغلاق قال لـ "بكرا": ازمة فايروس كورونا، واضح جدا انها ساهمت في تغير العالم بالعديد من الامور، بالأساس الاقتصادية والعمل والتعليم. هذه الفترة سيذكرها التاريخ كما يذكر الثورة الصناعية رغم مساوئ المرحة وصعوبتها، لكن ارى ان التغير بسبب كوفيد 19 سيكون له ابعاد ايجابية. صحيح ان الاقتصاد العالمي في تراجع كبير وان اسواق العالم في كافة المجالات من صناعة النفط وحتى سوق الاوراق النقدية تراوح مكانها في أفضل حال او تتراجع الى ما تحت الخط الاحمر الا ان العالم حتما سيتغلب على هذه المرحلة.

وتابع لـ "بكرا": باعتقادي المتواضع ومع تجربة ما يقارب عشرين عاما في مجال الاقتصاد والاعمال فان أفضل ما يمكن ان يقوم به صاحب المصلحة بغض النظر عن حجم الدورة المالية السنوية للمصلحة، هو الحفاظ على مكانة المصلحة ومنع تراجعها او تدهورها وهذا الامر يتطلب احيانا اتخاذ قرارات صعبة مثل تقليصات واقالة موظفين او اغلاق خطوط انتاج او حتى فروع. لا مفر من الاهتمام حاليا بالحفاظ على ما هو موجود، والاستمرار كما كان في السابق قد يكون كارثيا على المصلحة خاصة وان البنوك والمؤسسات المالية اول من قام حتى اليوم بتقليص منح اعتماداتها وقروضها على الزبائن.

ونوه: من أبرز الامور التي تضررت وتغيرت وسيكون لها تثر كبير على الاقتصاد والمصطلح هو مجال التعليم، فالجامعات والمعاهد التعليمية في البلاد والعالم تقوم بملائمة التدريس ومحالة التدريس عن بعد، هذا بحد ذاته مجهول حتى اليوم او اقل ما يقال عنه انه غير واضح وغير معلوم والامر سيؤثر على الخريجين وبشكل مباشر سيؤثر على الشركات واصحاب المصالح الذين يحتاجون لقوى عاملة لم تأخذ من تعليم ومن تجربة خلال النصف سنة الاخير ما كان مطلوب بشكل فعلي. لكن بالرغم من كل هذا فهناك نور في اخر النفق، اي انه في اليوم الذي سيتم ايجاد الدواء والتطعيم والقضاء على كورونا فالأمور ستبدو بشكل مختلف جدا اعتقد ان العالم كدول وكأفراد ستبدأ بالحياة والعمل بنمط وطريقة تختلف عما كنا نعهده حتى اليوم وهنا يكمن سؤال المليون دولار، كيف؟!

ازدياد  نسبة البطالة وربما حالات العنف في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة

عَدي مصطفى، مدير طاقم في شركة تأمين قال: هذه التقييدات لا بد منها في ظل الارتفاع الحاد بحالات الإصابة بالفيروس نتيجة عدم الالتزام بالتعليمات. من جهة أخرى لا أعرف إن كانت هذه التقييدات ستحد من انتشار الوباء خاصةً أنها تقتصر على ساعات معينة من اليوم وفي ساعات النهار ستستمر الحياة على طبيعتها. بدون تدخل الشرطة والمجالس المحلية ورجال الدين من مختلف الطوائف ودورهم في التوعية وضبط التعليمات سيكون من الصعب تحقيق الهدف، في مجتمع فيه المشاركة في الأفراح والأتراح والصلوات تصل المئات وأحيانًا الالاف! أيضًا على الحكومة والوزارات المختلفة اخذ دورها في دعم المجالس المحلية العربية في البلدات الحمراء.

وتابع: اقتصاديًا فان هذه التقييدات تشكل ضربة اقتصادية بالأساس لأصحاب المطاعم والقاعات، بإلغاء العديد من الحفلات والمناسبات. وبالتالي تشكل اعباء اقتصادية على اصحابها الأمر الذي يؤدي إلى الحد من مدخولها واغلاقها وبالتالي ارتفاع بنسبة البطالة. ستزيد نسبة البطالة وربما حالات العنف في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة مما يؤدي الى لجوء البعض للحصول على قروض مادية بالسوق السوداء..

التضحية بالاقتصاد تتساوى نتائجه مع انتشار الوباء 

ورأى د. أنس سليمان اغبارية محاضر ومستشار اقتصادي انه حتى اللحظة هناك تخبط لدى الحكومة، وهو ما تعكسه جملة التصريحات التي لا تعكس حجم القلق من هذه الموجة فحسب بل تعكس أيضا صعوبة الخيارات ومحدوديتها، لكن في كل الأحوال التضحية بالاقتصاد تتساوى نتائجه مع انتشار الوباء لا سمح الله فكلاهما مر وليس بينهما ما ينطبق عليه المثل القائل " أحلاهما مر " وخيار الإغلاق جزئياً كان أم كليا هو بلا شك الأكثر مرارة. هناك حالة انفلات في البلدان الحمراء على صعيد تطبيق إجراءات الوقاية، فحفلات الأعراس والأفراح عادت بقوة، واستخدام الكمامات فيها قليل، فبدلاً من التشدد في الرقابة مجددا، كون التشدد في الرقابة أرحم بكثير من كلفة الإغلاق الشامل أو الجزئي.

وتابع: الأصل هنا أن نتعلم من دروس الإغلاق الشامل الذي كان قبل أشهر ، وأن نخرج بخلاصات لا تؤدي إلى تعطيل الحياة وتصون حياة الناس في الوقت ذاته، والإغلاق بحد ذاته سيؤدي إلى كلفة كبيرة جدا، ومرهقة جداً وغير محتملة ، فخيار الإغلاق الأسهل في الإجراء لكنه الأصعب في النتائج ، فإذا ما ذهبت الدولة ودعت الى إغلاق تام وكامل في بعض بلدات مجتمعاتنا ( وفق القائمة الحمراء) ، هي دعوة غير واقعية وغير ناضجة، فعلى سبيل المثال أم الفحم بلد عمالية بامتياز، نسبة كبيرة منها تعيش حياتها وفقَ مبدأ "كل يوم بيومه"، فكيف لهم ان يمنعوا خروجهم للعمل !!

ونوه: لذلك أقول أسوأ ما نعيشه اليوم هو الإدارة اليومية لهذه الأزمة، والواضح أن الإدارة اليومية هي المتاحة بسبب تقلبات حالة الوباء، وما هو مخيف حقاً أن ارتفاع الأرقام بهذه الطريقة قد يؤدي إلى متواليات هندسية، بما يعنيه هذا الارتفاع من تداعيات مختلفة على أكثر من صعيد، وخصوصاً الوضع الاقتصادي والتعليم في المدارس والجامعات. فإذا ما قضينا على مصدر العدوى وهي التجمعات والأعراس، فبمقدورنا الخروج من دائرة الخطر في غضون أسبوعين، لتتفرغ مديري الأزمة بعدها لملاحقة الحالات الفردية والتعامل معها. لا بد أن أوجه دعوة إلى ضرورة إطلاق مبادرات شعبية عربية لمواجهة أزمة الكورونا، تضم كل من باستطاعته تقديم العون والمساعدة ووضع خطة عمل مدروسة مع أهداف وفعاليات في كل بلدة وبلدة عربية. فإذا لم نهتم بأنفسنا ليس هنالك من يهتم بنا، على كل واحد منا، من موقع مسؤوليته الرسمية والشخصية أن يقوم بالمسؤوليات والالتزامات المطلوبة منه بشكل متقن وكامل ودون استهتار واستخفاف.

قرار الاغلاق يعتبر برأيي كارثة على المصالح العربية

الاقتصادي ومدقق الحسابات مجدي أبو الحوف قال بدوره ل "بكرا": قرار الاغلاق يعتبر برأيي كارثة على المصالح العربية لعدة اسباب اهمها انه قرار جزئي والقائمة تشير ان اغلب البلدان هي بلدان عربية حيث سيطر المستهلك العربي شراء حاجياته والتسوق من المدن والمجمعات التجارية التي لا يشملها الاغلاق ايضا التوقعات ان لا يكون تعويض من التامين الوطني للعمال، وبالنسبة للتعويضات للمصالح التجارية كما هو معروف مبلغ التعويض جدا قليل وشروطه من شهر 5/2020 أصعب من تعويضات أشهر 3+4/2020

ونوه: طبعا القرار له ايضا اثار سلبية على طلابنا وعلى جهاز التعليم ولكن ما يهمنا في المجال الاقتصادي انه سيكون اثر سلبي على الشركات والمؤسسات التي تشغل الموظفات والامهات وكما معلوم لدينا باتت هذه الامهات تشغل مناصب هامة في الشركات والمؤسسات وفي حال غيابها بسبب الاغلاق والجلوس مع اولادهم بسبب تعطيل المدارس وهذا حقهم الاول، عندها سيكون تأثير سلبي اكبر واكبر على سوق العمل.

ذبح عجلة الاقتصاد

كرام بلعوم خبيرة في مجال الاقتصاد والإدارة وسيدة اعمال قالت: خطة الرمزور الاحمر والتي تشمل قائمة 30 المدن والقرى الاكثر وباءا والمعرفة في اللون الاحمر اغلبها من المجتمع اليهودي المتدين والعربي الدرزي - القرارات التي اتخذت في هذه الخطة لانحصار الوباء هي الاغلاق الشامل ف 8-10 مدن قرى والتي تعد الاكثر وباءا واغلاق جزئي ليلي لباقي القرى والمدن ف نفس القائمة -الهدف هو الحد من ازدياد الوباء ومنع انتشاره -الغاية تحويل البلدات الى مناطق برتقالي/ صفراء /خضراء ف فترة زمنيه حسب مدرج الخطة المصرح عليه

ونوهت: التأثيرات الاجتماعية الاقتصادية التي سوف تنجم عن هذه خطة الاغلاق الشامل وخاصة في ال 8-10 المدن قرى تباعد اجتماعي انساني من الدرجة الاولى بحيث يمنع التقارب والقيام بالالتزامات بين الناس والذي يشمل المحيط القريب العائلة الاصدقاء الاقرباء والمحيط الخارجي وما يضمن من اجتماعيات حياتيه وترفيه وغيره انا من الناحية الاقتصادية الاغلاق الشامل معناه ذبح عجلة الاقتصاد المحلية في سكين غير حاده اي تعذيب حتى القتل من فئة اصحاب المصالح الصغيرة المحلية اللذين اقاموا مصالحهم في الاساس من اسباب احتياج اقتصادي بحت بمبادرة منهم باستثمارهم الشخصي تعبهم وشقاهم بدون اي تسهيل او مساعده حكومية- سوق يتضاءل الطلب والاستهلاك اليومي بسبب الاغلاق وهذا سيسبب ف الضرر ف العرض المطروح وكثير من المصالح القائمة سوف تتحول لمصالح غير حيوية وهذا الاغلاق سوف يقضي على ما تبقى من بقايا (الاغلاق في السابق) المصالح المحلية - عدم الاستهلاك اليومي سوف يودي الى الحد من عجلة الاقتصاد وخاصه المحلية سوف يوثر على السيولة النقدية - المؤسسات التقنية البنكية سوف تتخذ قرارات صارمه بعدم تحرير قروض او تسهيلات لأرباب العائلات ولأصحاب المصالح - عمال وموظفون في القطاع الخاص والمحلي سيتحولون الى عاطلون عن العمل -سوف تزداد نسبة الفقر في هذه المجتمعات كل القطاعات سوف تتأثر من هذا الاغلاق والتي مصدرها ضعف الاستهلاك والطلب من الناحية الاجتماعية سوف تزداد اعمال العنف ف اطر العائلات وف المجتمعات القتل العنف والتعطف وظاهرة نحن مجتمع مهمش وعدم الانتماء وعمل على الانتقام لتحويلنا الى مجتمع مهمش حقوقه مهضومة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]