ليلة السبت كلّف رئيس حكومة إسرائيل نفسه عناء إطلاق منشور ("بوست") على صفحته الرسمية بالفيسبوك تحت عنوان: الليكود: أباطرة المال يقفون من خلف تظاهرات اليسار "العفوية".
في هذا المنشور الغريب الأطوار تجرأ نتنياهو بوقاحته المتناهية على محاولة توجيه الانتقاد الى مجموعة من المبادرين في مجال التكنولوجيا ممن أسسوا هنا شركات ومصانع مفتخرة، واصفاً إياهم بأنهم أباطرة مال ("تايكونات") مستهترون، يموّلون الاحتجاجات ويرسلون الشيوخ والمسنين لمواجهة الشرطة، وكل ذلك من خلال تزييفه للمنشور وكأن حزب الليكود هو المسؤول عنه، وكل ذلك بينما "بيبي" يعلم جيداً ان تمويل المظاهرات صادر عن جماهير المتظاهرين أنفسهم، في إطار مشروع تمويل جماهيري يتولاه هؤلاء المتظاهرون.
الليكود ؟ ألا تخجل من الاختباء خلف الليكود الذي دمرته، ومن استخدام أمواله لكتابة منشور شخصي؟ حتى اليوم كنت أظن ان هنالك تقاسماً للوظائف والطبائع في "بلفور" بينك، أنت المتمرس لكن الفاسد، وبين آخرين ممن هم مستهترون ومدلّلون وطفيليون وليسوا اذكياء بشكل خاص. بعد قراءة هذا الملصق البائس، أفهم ان رئيس حكومتي – الذي يكتب بهذا الشكل على موقعه الرسمي – أصبح مخلوقاً مثيراً للسخرية ويستدعي الشفقة بسبب سخافته، فوق كونه الزعيم الأشد ضرراً منذ قيام دولة إسرائيل.
حتى كاتب هذه السطور
أباطرة مال؟ أحقاً يا "بيبي" ؟ أكأن هؤلاء المبادرين أباطرة مال قد جمعوا اموالهم على أكتاف الجماهير واستخدموا قوتهم ونفوذهم ضد المصلحة العامة؟ أباطرة مال مثل أولئك المتهمين بتقديم الرشى لك؟ أباطرة مال مثل امبراطور المقامرات الذي لم يبخل بقرش واحد من أجل دعمك؟
ايال فالدمان – ميلانوكس، أورني بتروشكا – كرومتس، باراك حاخاموف، وحتى كاتب هذه السطور – اوربوتك، مدينول – هم ضمن مجموعة المبادرين الذين نموا في إسرائيل وجعلوها تنمو لتصبح أمّة المشاريع الناشئة – أمة المبادرات التي تدعي أنت بتزييفاتك الشديدة أن لك حصة في إنشائها. انهم جزء من مجموعة كبيرة من الشبان الإسرائيليين الذين ترعرعوا هنا أحراراً مبادرين ومبتكرين، وأوصلوا إسرائيل الى حالة جعلت اقتصادها يتطور وصولاً الى القدرة على تحمل العبء الاقتصادي الثقيل الذي يتوجب على دولة ترزح تحت التهديد الوجودي – أن تتحمله.
أولئك هم من خلقوا في إسرائيل قيمة، بحيث أصبحت دولة الامارات معنية بالشراكة فيها.
سلام متعدد الدوافع
لست أنت من جلب الاتفاقية (مع الامارات)، رغم أنك سخّرت قلمك لابتكار شعار "السلام مقابل السلام". هذا السلام ليس مرتبطاً بأفعالك، انه سلام مقابل طائرات "إف – 35" بين الامارات والولايات المتحدة، وهو سلام مقابل صفقة أسلحة مكلفة جلبها ترامب لناخبيه.
على العكس منك يا "بيبي"، فان كل قرش في جيوب المبادرين الذين أشرت اليهم، قد تَحقق من عرق جبينهم، وأفرز مئات الملايين من الشواقل التي دخلت الى خزينة الدولة. وعلى العكس منك أثرينا الدولة بقاعدة تكنولوجية وصناعة طليعية، وبمصادر رزق لمئات العاملين، وبقاعدة تعليمية وصناعية، دون خصومات وأحقاد بين مكونات المجتمع من أجل منفعة شخصية، بينما تدرك أنت حجم الضرر الذي تسببه للدولة وللمجتمع.
وعلى العكس منك، فإن أية خدمة أو عقار مما قمنا بامتلاكهما، قد دُفع مقابلهما ثمن كامل من المال الذي كسبناه بعرق جبيننا وبفضل قدرة الابتكار الكامنة في أدمغتنا، مثلما تعلمنا من معلمينا، ومن وطننا، ومن فترات الخدمة الطويلة فيه.
من اجل انقاذ كرامتنا
ما زلت أذكر ما جرى قبل اكثر من عام، حين تم الإعلان عن صفقة "أوربوتك" الكبرى، إذ توجهوا إليّ من مكتبك طالبين تنظيم زيارة لك في المصنع. وكان جوابي انه اذا كان رئيس الحكومة الاسرائيلية راغباً في المجيء لتهنئة العاملين في "أوربوتك" على انجازهم المثير للاعجاب، فسيتم استقباله بالتحية والتقدير اللائقين برئيس حكومة، لكن اذا كان نتنياهو راغباً بالتباهي بالزيارة من أجل ثناء لا يستحقه – فلن نتعاون مع أمر مرفوض من هذا القبيل. وأستطيع تخمين سبب قرارك بعدم المجيء.
بربّك، إرفع يديك عما لم تقم ببنائه لكن بمقدورك هدمه، ومن اجل انقاذ كرامتنا، رجاء ان تختار صفقة ادعاء تنظفنا، نحن مواطني إسرائيل، من الحرج والارباك الكامنين في محاكمة قبيحة لرئيس حكومة راهن يلوّث بفساده الشخصي المنصب الذي يتولاه.
عندها لن نكون أمة مبادرين، بل سلطة اللصوص – "كلبتوقراطية"!
*يعقوب (كوبي) رختر هو مبادر وصناعي في مجال التكنولوجيا المحوسبة والتكنولوجيا الطبية، وهو طيار متقاعد في سلام الجو الإسرائيلي برتبة عقيد، ورئيس حركة "دركينو" – طريقنا
[email protected]
أضف تعليق