في ظلّ جائحة الكورونا التي تجتاح عالمنا، هناك الكثير من التّساؤلات لدى المواطنين، حرصنا في موقع بُكرا أن نُغطّي أكبر كمّ من المعلومات التي تحتاجونها لتمرّ هذه الفترة عليكم بسلام.
هذا وفي هذا المضمار كان لنا حديث مع د. فوزي مواسي أخصائي في طب الأطفال ومدير عيادة الأطفال والتخصصية في كلاليت باقة الغربية قال: "نحن نتحدّث عن فيروس من الممكن أن يصيب أي شخص في العالم، والمواطنون الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس هم كبار السّن وأشخاص مع أمراض مُزمنة ونقص في المناعة مثل مرضى السرطان، بالإضافة إلى النساء الحوامل".
هذا الفيروس يصيب مجرى التّنفّس والرّئتين والأوعية الدّمويّة، لكن ما يُقارب 80% من المصابين بالكورونا تكون الأعراض لديهم طفيفة أو حتّى لا تظهر عليهم الأعراض، لكن نسبة قليلة من المصابين من يظهر عليهم الأعراض بشكل حادّ جدًّا، فما هي أعراض الكورونا؟ الحمّى، والسّعال الجاف، ضيق أو صعوبة في التّنفّس، مع شعور بالاختناق، هذا ويشار إلى أنّ المُصاب يبدأ بالشعور بالحمّى بعد أن تتجاوز حرارته الـ37.8 درجة مئوية، حيث يشعر المصاب بعدها إمّا بالحرارة أو بالبرودة، ومن الأعراض الأخرى التي تظهر على المُصاب بالفيروس هي التهاب في الحلق وصداع وإسهال، بالإضافة إلى فقدان حاسّتي الشمّ والتّذوّق، هذا وتبدأ العوارض بالظّهور على المصاب بعد نحو الخمسة أيّام من انتقال العدوى له، بينما فترة الحضانة تصل إلى 14 يومًا".
كيف يتم تشخيص المصاب بالكورونا؟
يقول د.فوزي إنّه: "يتمّ التشخيص عن طريق الفحص بعد أخذ عيّنة من الإفرازات من مجرى التّنفس، حيث يتمّ فحص الشخص الذي تتوفّر لديه الأعراض أعلاه أو يُشتبه أنّه تواجد في الأيام الأخيرة مع مُصاب تمّ تشخيصه إيجابيًّا".
في البداية أي شخص يشتبه أنّه مُصاب بالكورونا، أو تواجد مع شخص يشتبه أنّه مُصاب أو تمّ تشخيصه بالفعل كمصاب كورونا، يجب عدم التّوجه إلى المستشفى فورًا، بل عليه أن يقوم بالاتّصال بطبيب العائلة واستشارته وأخذ توجيهات وتنفيذها بحذافيرها، نحن في عيادات صندوق المرضي كلاليت نقوم بتوفير خدمات طبيّة الكترونية، إذ يتلقى المُتعالج الاستشارة عبر الهاتف أو عبر مُكالمة فيديو مع الطّبيب، إن كان للبالغين وحتّى للأطفال وعندما يتمّ التّعامل مع الشخص وفقًا لحالته ويتم توجيهه بشكل مهني للخطوات القادمة التي يجب عليه القيام بها".
ما هي أسباب الإصابة بالكورونا الرّئيسة؟ يقول د. مواسي إنّ: "الأعراس والمناسبات الاجتماعية وكثرة التّجمّعات في أماكن نوعًا ما ضيّقة بالذّات بعد إغلاق قاعات الأفراح، هي المسبب الرئيس للانتشار الكبير، على العائلات التي تحتفل بأفراح أبنائها اتّباع التّعليمات وعدم تخطّي الـ50 من المعازيم وأن يقتصر الحفل على يوم واحد وعائلتي العروسين المقرّبتين فقط، بالإضافة إلى الالتزام بالتّعقيم وارتداء الكمامات، وسبب آخر للانتشار هو نقل الفيروس داخل المنزل بين أفراد الأسرة".
حول التّطعيمات: "جميع المراكز والمعاهد المختصّة تعمل على تطوير تطعيمات ضد فيروس الكورونا، وهذا قد يستغرق على الأقل عام إلى عام ونصف حتّى يصبح التّطعيم جاهزًا، وهذا يتطلّب الكثير من الاختبارات التي يجب أن يمرّ بها حتّى يخرج إلى النّور، هذا عدا عن الوقت الطويل الذي سيستغرقه انتاج الملايين من جرعات التّطعيمات.
وعن الحجر المنزلي قال: "الهدف من الحجر المنزل لكل مُصاب أو مشتبه بالإصابة هو الحدّ من انتشار الفيروس للآخرين قدر الإمكان، هناك حالات تكون دون عوارض أو بعوارض طفيفة، وأخرى تكون مع عوارض شديدة وهذا يختلف من مصاب لآخر، ولكن الحجر المنزلي يجب أن يكون منذ الاتصال الأخير للشخص مع مُصاب كورونا تمّ تشخيصه كمصاب الفيروس".
من الممكن أن يُصاب شخص بالفيروس وأن ينشره دون أن يكون لديه علم بمرضه لذلك يجب التّقيّد بتعليمات وزارة الصّحة منعًا من نشر العدوى قدر الإمكان وحفاظًا على سلامة المواطنين، نحن نُريد أن نعيش بحياة طبيعيّة، ولكن في ظلّ الفيروس المطلوب منّا أن تكون لدينا المسؤوليّة لنمنع انتشاره وذلك عن طريق الالتزام بوصايا وزارة الصحة لبس الكمامة والتباعد الاجتماعي وبالنظافة الشّخصيّة والتّعقيم ذلك لأنّه لا يوجد علاج بين أيدينا من شأنه إيقاف انتشاره، بالتّالي الوقاية هي الشيء الوحيد الذي يُمكن أن نقوم به حاليًّا.لا شكّ وأنّ الأرقام في المجتمع الغربي مُقلقة، بالذّات وأنّ وتيرة ارتفاع عدد المصابين سريعة في الموجة الأولى عن الموجة الثانية، ولكن علينا قدر الإمكان أن نكون حريصين وأخذ الحيطة والحذر في كُل الأوقات والتّقليل من التّجمعات، وأخيرًا نتمنّى الصّحة والشّفاء لمُحاربي الكورونا في كُلّ مكانـ، وأن تمضي هذه الجائحة بسلام وأقل خسائر مُمكنة".
[email protected]
أضف تعليق
التعليقات
شكرا لكم على الصائح