د.عوني يوسف، مدير مركز أبراج الناصرة للطب الاستشاري ونائب مدير منطقة الشمال في كلاليت: "أحد أكثر العوامل التي تجعل نسبة كبيرة من المجتمع العربي ضمن الفئة المعرضة للخطر جرّاء الإصابة بفيروس كورونا هو مرض السكري. كل شخص مصاب بالسكريَ يصبح بشكل مباشر عُرضة لخطر الإصابة المحتملة الحرجة بالكورونا. وفي المجتمع العربي، هناك أكثر سكريّين بمعدل 2.25 ضعف مقارنةً ببقيّة السكان. إضافة لذلك فإن ثُلثي النساء العربيات من جيل 45 فما فوق مصابات بالسكري. باختصار: إن الانتشار الواسع للسكري في المجتمع العربي يشكل خطرًا، يجب علينا أخذه بالحسبان عند وضع توقعات مستقبلية لأضرار الكورونا الممكنة في ظل موجة الكورونا الحالية، حيث أن المسؤولية وتبعات الكورونا هي بأيدينا نحن، المجتمع العربي.

لماذا ينتمي مرضى السكري لمجموعة الخطر؟ من الشائع تقسيم مرضى السكري لعدة فئات ؟


مرضى سكري غير متوازنين (بسبب عدم الوعي للمرض، الاستهتار وأسباب أخرى تجعلهم لا يأخذون الأدوية أو لا يجرون الفحوصات اللازمة). المرضى غير المتوازنين هم أكثر عرضة للسمنة الزائدة، أمراض الأوعية الدموية والقلب. للظواهر الثلاثة هذه توجد تأثيرات سلبية على جهاز المناعة لذا فإن هؤلاء المرضى هم ضمن الفئة المهددة بخطر الإصابة الحرجة من الكورونا. إضافة لذلك فإن المرضى غير المتوازنين هم أصلا بوضع صحي خطر بغض النظر عن الكورونا.

مرضى سكري متوازنين (المرضى الواعين للمرض، يجرون الفحوصات ويأخذون الأدوية اللازمة). من المهم أن نعي أن السكري وحتى في حالته المتوازنة هو غير "يتيم" - وإنما هو دائمًا مصحوب بأمراض أخرى. هذه الأمراض الإضافية تشكل خطرًا إضافيًا، على جهاز المناعة مواجهته بغض النظر عن الكورونا. في حال تعرض مريض السكري للإصابة بالكورونا فإن على جسده التعامل بذات الوقت مع الأمراض المصاحبة للسكري وأيضًا الكورونا نفسها. إن تعامل الجسد مع عدة أمراض وصعوبات بذات الوقت يُثقل على جهاز المناعة لمرضى السكري مما يجعلهم معرّضين أكثر للخطر.

من المهم ذكره أنّ جهاز المناعة لدى مرضى السكري ضعيف ومعرض لخطر أكبر مقارنةً مع جهاز المناعة لدى شخص معافى. وهذه المشكلة أكثر خطورة لدى مرضى السكري غير المتوازنين.

طريقة أخرى لتصنيف مرضى السكري هي حسب مجموعتين من المرضى: مرضى سكري من نوع 1 ومرضى سكري من نوع 2. إحصائيًا ، إن %90 من مرضى السكري مصنفين ضمن نوع 2. و-%70 منهم معرضين للسمنة الزائدة حتى في حالة التوازن.

باختصار: غالبية مرضى السكري (يشمل من هم متوازنين) معرّضين للسمنة الزائدة ويعانون من السمنة الزائدة مما يجعلهم ضمن مجموعة الخطر فيما يخص الكورونا .

إليكم توصيات أخصائيي كلاليت بما يخص مرضى السكري في ظل الكورونا:

1. التشديد على الالتزام (بجميع توصيات وتعليمات وزارة الصحة ) من قبل مرضى السكري، عائلاتهم، رفاقهم وكل من هو على صلة بمريض سكري - هذه هي خطوة إجبارية وفي غاية الأهميّة في الوضع الحالي.

2. من المفضل أن يستشير جميع مرضى السكري طبيبهم للتأكد أن أدويتهم مناسبة لهم في هذه الظروف.

3. رفع الوعي في المجتمع العربي للخطر الشديد الممكن نتيجة الكورونا الذي يهدد مرضى السكري على وجه الخصوص. الوعي العالي واتخاذ تدابير الحيطة والحذر من شأنها أن تقلل أضرار الكورونا بشكل كبير. ليس بإمكاننا القضاء على السكري أو إنهاء الكورونا لكن الوعي العام والخطوات الوقائيّة هي قرار سهل.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]