القلق لدى النّساء الحوامل في الفترة الأخيرة بدأ يزداد بشكل كبير وذلك بسبب جائحة الكورونا التي فرضت سيطرتها على العالم، ومع انتشار الأقاويل التي أشارت إلى أنّ النّساء الحوامل هنّ الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس المستجدّ، والتي باتت تقضّ مضاجعهن خوفًا، توجّه موقع بكرا للدكتور إياد جهشان مدير قسم النساء والتوليد في المستشفى الفرنسي في الناصرة لأخذ تعقيبه حول الموضوع.

قال الدكتور جهشان: "النساء الحوامل لسن أكثر عرضة للإصابة من غيرهن، فقد أظهرت الأبحاث أنّ النسب بين الجميع مُتقاربة بغض النّظر إذا كانت المرأة بفترة الحمل أم لا وذلك خلافًا للفيروسات الأخرى، وارتفاع نسبة الحوامل المصابات بالكورونا لا علاقة له بكونها حامل بل له علاقة بالنسبة العامّة لعدد المُصابين العام التي ارتفعت في الموجة الثانية بشكل كبير جدًّا".

بحالة تمّ فحص الحامل وكانت النتيجة إيجابيّة، ماذا يجب أن تفعل؟

قال د. إياد: "على المرأة الحامل المُصابة أو المشكوك أنّها مُصابة مثل أي شخص آخر الدخول بحجر صحي لمدّة أسبوعين والالتزام بجميع تعليمات وتوصيات وزارة الصّحة، والأخذ بعين الاعتبار إرشادات الطبيب، كما وتكون هناك حاجة لإعادة الفحص مرتين الأولى بعد انتهاء فترة الحجر، ويكون الأول بعد 24 ساعة والثاني بعد 48 ساعة بالذات إذا كانت لديها عوارض الفيروس ويجب أن تكون النتيجة في المرّتين سلبية".

هل ينتقل الفيروس للجنين بحالة إصابة والدته؟

في الموجة الأولى من كورونا كانت نسبة المُصابين أقلّ من الموجة الثانية، وخلال الأشهر الماضية مع تفشي جديد للعدوى استطاع الباحثين إجراء بحث على أكثر من 42 ألف امرأة، إذ أشارت الأبحاث إلى أنّ العدوى لا تنتقل إلى الأجنّة وهم في الأرحام، ولكن هنالك حالات قليلة تمّ اكتشافها لأجنة ولدت حاملة للفيروس، ما يعني أنّ الاحتمال رغم جوده لكنّه ضعيف الحدوث".

ما هي الإجراءات التي يتّبعها المستشفى مع النّساء الحوامل الحاملات للفيروس؟

يقول الدكتور إياد: "للمستشفى الفرنسي مسار خاصّ في كيفيّة التّعامل مع المرأة الحامل بالذّات التي تمّ التّأكّد أنّها مُصابة بالفيروس أو حتّى للمرأة التي لديها العوارض ولم تؤكّد إصابتها بعد، فيتمّ إدخالها لغرفة خاصّة حتّى الولادة التي أيضًا تكون في غرفة خاصّة بعيدة عن غرف الوالدات غير المصابات، ونحرص على أخذ كافّة الاحتياطات والالتزام بالتّعقيم ووجود الكمامة والقفازات للمرأة والمرافق لها وذلك حفاظًا على سلامتها وسلامة الجنين".

هل ينتقل الفيروس للرضّع عن طريق حليب الأمّ؟

يقول د. إياد: "لا يمكن أن ينتقل الفيروس عن طريق حليب الأم، وعندما تلد الأم نحرص أن يكون المكان معقّمًا ومناسبا لحالتها ونقدّم لها جميع الإرشادات اللازمة في التّعامل مع رضيعها منعًا من احتمال نقل الفيروس له، فيجب عليها أن تستخدم كمامة أثناء الرضاعة مع ارتداء قفازات والمداومة على تغسيل وتعقيم اليدين، وبدورنا نحن نقوم بأخذ عيّنات للطّفل بعد ولادته بـ24 ساعة للاطمئنان على صحّته. كما وأنّنا في المُستشفى نمنح الأم فرصة الاختيار حول إبقاء رضيعها معها في الغرفة أم لا".

بماذا ينصح د.جهشان النّساء الحوامل في هذه الفترة بالذّات؟ يقول: "يجب الالتزام بإرشادات وتعليمات وزارة الصّحة بحذافيرها وعدم الخروج من البيت والتّواجد في تجمّعات أو مناسبات وأفراح إلا للضّرورة القصوى، ذلك لأنّ في الأيّام الطّبيعية تكون هناك حالات قد تتعرّض فيها المرأة الحامل للمضاعفات فما بالكم في ظلّ الكورونا، هذا من جانب، أمّا من جانب آخر، أنا أنصح جميع النّساء بالتّوجه والقيام بالفحوصات اللازمة ومُتابعة فترة الحمل وعدم الخوف من إجراء الفحوصات لأنّ عدم إجرائها قد يؤثر بشكل سلبي على صحّة الأجنّة. في النهاية أوصي الجميع بالتّعامل بجدّيّة مع الفيروس وأخذ الحيطة والحذر، لكن بشكل متوازن دون هلع أو خوف مُبالغ فيه، حرصًا على صحة وسلامة الجميع". 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]