حينَ تهزُّ خصرَك ريحٌ كافرة
ويمدّ لكِ المنون قطعًا من جهنّمٍ لاهبة
حينَ يرمي أحبابَك طاعونُ الموتِ الأَسودِ
تزفّين عرائسَك وردًا ليلكيًّا
يمدّ البعضُ إِلى السّماء حبلَ نجاةٍ
وتُصبِحُ الحجارة ترابًا
تخضعُ لأًمرِ الهلاكِ...
تسمُّ الأفاعي تغرَكِ
بقبلةٍ كاذبة
أمام بحرِكِ
تضحكُ الأَماني ضحكةً صفراء لامعة
تحت شمسِ آبٍ تقضّ النسماتُ جائعة..
والرّابعُ منه يحملُ بردَ دخانٍ
وقصعةَ نارٍ مالحة
+++++

لأجلِكِ
لأجلِ دمعةِ البنين هناكَ وراء الجبال الهاربة
لأجلِ من ماتَ تحت الزّجاج...

لأجلِكِ
لأجلِ كلِّ طفلة ماتت قبل أنْ تطفئَ شمعةَ العاشرة...
لأجلِك
لأجلِ منَ شبَّ اللهيبُ بين أوجاعِهِ الباردة...
لأجلِكِ
لأجلِ مَغيبٍ أَتاكِ لاهثًا
أرداكِ رمادًا وجثث الأحبابِ هامدةً

لأجلِكِ
لأجل الطيّبين الّذين ثاروا
وبين أحداقهم باتت الحياةُ حارقة
لأجل أهلي هناك
ومدينتي الّتي لم أَسكنْ
لأجلِكِ
يا جميلتي الحبيبة، أنتِ الّتي لم نرَ
أنتِ البعيدة القريبةُ فينا
نموتُ والبُعدُ يشلُّ الرغبات
نستقي منكِ شبعًا
نطمعُ ببعضنا لهفًا
ليتها تُشَقّ بيينا الطرقات

لا تلوميني أَيّتها الشقيّة
فأنا كسيحة أَرضي
وفي فمي تُراقُ الكلماتُ
ليس لديّ يا بيروت
سوى صلاة
ودمعٍ عارٍ من كلِّ هذه الويلات..
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]