بهذه الكلمات اردت وصف معاناتي من النظرة السلبية للمرأة المطلقة والظلم والقسوة حيث أن أغلب النساء المطلقات لم يخترن الطلاق الا بعد أن وصلن إلى حياه كثرت بها الخلافات وتراكمات المسؤولية والضغوطات في الحياة الزوجية.
مطلقة.. كلمة لم تسثتن أي واحدة ولم تفرق لا بين التي طلقت قهرًا وتعسفا والتي طلقت تطليقا بسبب الضرر ولا وديا ولا من خلعت نفسها.
كلمة مطلقة باتت السهم القاتل المخترق لقلب الملقبة به بدون استئذان، والرصاصة القاتلة لها، والكابوس المسلط عليها، وحبل الإعدام الذي لا يرحم بسبب النظرة غير العادلة الموجهة لهن من قبل المجتمع بمن فيه أقرب الناس إليهن.
كلمة، صفة، اسم ونعت بعلامة مسجلة وبتعريف دولي لا يختلف عليه اثنان ولا يتيه عنه أي أحد كلمة تعرف بها هاته الفئة المغلوبة على أمرها ولا ذنب لها إلا ما رحم ربي في زمن باتت تعرف وتوصف وتنعت به من كل الفئات، من قريب ومن بعيد بدون اسثتناء.
مطلقة كلمة مدوية قاتلة خانقة مفقدة للوعي ومتلفة للأعصاب، أصبحت مدونة ببطاقة حياتها الشخصية اليومية وبأوراق حالتها المدنية بداية من العائلية ومحيطها الأسري إلى المهنية والاجتماعية والتي أصبحت هاجسا يؤرق حياتها وكابوسا يلاحق آلاف النساء.
كلمة أصبحت تعاني من جرائها العديد من الفئات النسوية . لماذا يعيب المجتمع المرأة إذا طلقت وكأنها وصمة عار؟ موضوع يحمل في طياته ألماً ومعاناة كل امرأة حملت على عاتقها كلمة مطلقة هذه المشكلة هي واحدة من مشاكل عديدة جاءت لباب " أوتار القلوب " ، فهل أصبحت المرأة المطلقة بالفعل وصمة عار يهرب منها المجتمع ومن طلاقها دون أن ينظر لها بعين الشفقة والحب على حالها الذي تبدل من الاستقرار والسكينة إلى مستقبل مجهول لا تعرف عنه شيء ، فلماذا يعامل المجتمع المرأة المطلقة على أنها امرأة فاشلة في إقامة حياة مشتركة ، سواء كانت هي الجاني أم المجني عليها ، ففي أغلب الأحوال هي المتهم الأول في فشل العلاقة .
فالمرأة المطلقة تواجه بهذا اللقب مشكلات عدة بعدما توقفت بها سفينة الحياة في منتصف الطريق خاصة وإن كان معها أطفالاً فهي تمثل عبئاً كبيراً على أهلها وعرضة لنظرة المجتمع السيئة التي لا ترحم ولا تشفق عليها مهما كانت ظروفها والسطور القادمة نبين لكم النظرة القاسية التي تتعرض لها المرأة المطلقة
نظرة المجتمع ومعاييره القاسية
فالمجتمع ينظر للمرأة المطلقة نظرة قاسية فيها الكثير من العتاب واللوم وقسوة المعاملة وقلة احترامها مما يجعلها أكثر عرضه للذئاب البشرية بحكم فقد عذريتها وتسترها بكلمة مطلقة وضعاف النفوس والدين من المطلقات هن اللاتي يقبلن بهذه العروض وأسباب تخلي المطلقة عن آداب الخلق وعادات المجتمع وأحكام الدين بسبب تعرضها لكثرة الضغوط النفسية من الأهل أو المجتمع المختلطة فيه
وعدم تقبل المجتمع لهذه الحالة " المطلقة " وسد كل باب قد يساعدها للخروج من الضغوط النفسية مما يجعلها تشعر بالذنب والفشل العاطفي وخيبة الأمل والإحباط والخوف من تكرار التجربة " الزواج " فالمرأة لا تلجأ إلى الطلاق إلا بعد أن تصل ذروة اليأس والفشل والألم بعد حياة كانت مليئة بالظلم أو الشعور بالوحدة وفقد الحنان والحب
المُطلقة الضلع الحسّاس بالمجتمع الذي يختبئ عادة من المواجهة خوفا من الأحكام المقولبة أساسا، فهي المتمردة، الأنانية غير الحكيمة المُخطئة وغيرها من الأحكام التي سبق تجهيزها والتي تقف المطلقة عاجزة أمام الوسيلة الأكثر نجاعة التي يجدر بها استخدامها لتغيير هذه الأحكام فتختار عادة أن تُصدق أو تتماشى مع هذه الأحكام لتؤمن أنها تُشبهها فعلا أو تختار الصمت فأن يُفك حصار الصمت لتبدأ المواجهة أمر ليس يسيرا عليها .ترى، كم من امرأة في مجتمعنا تعاني جرّاء الحكم المطلق ذاته على أخلاقها ودينها لا لسبب إنما لأنها قررت أن تعيش وكم من فتاة أجبرت قسرًا على أن تتزوج من رجل لا يناسب تطلعاتها لأنها وبكل بساطة لن تجد غيره وهي مطلقة من زوجها وكم من فتاة وجدت نفسها مضطرة إلى العيش مع زوج ظالم وقامع متجبر خشية من أن يحلق بها وصف "مطلقة" فلا يغادرها العار إلى الأبد
تحملي ثمّ تحملي هكذا كان لسان حال المجتمع ليس من أجلها فقط بل لأن أحدًا لا يقبل بأن يتزوج بفتاة أمها مُطلقة فكيف تسمحين بأن تصادري مستقبل بناتك المؤلم في مجتمعاتنا ليس الحكم المُطلق الذي يلاحق المطلقة فحسب إنما العار الذي يلحق بها وببناتها فلو فرضنا جدلا أن المطلقة تستحق العقاب المجتمعي فلماذا تُعاقب بناتها أيضًا
المرأة المطلقة ليست معيوبة وبالتأكيد خاضت حروبا وصرعات نفسية ومجتمعية لا يعلم عنها أحد، الكثير منهن يشعرن بالنقص وعدم الثقة بسبب نظرة المجتمع فيا عزيزتي كوني قوية لأجل نفسك واتخذي من التجربة الفاشلة التي مررت بها طريقا جديدا لتحقيق النجاحات فمن باطن الألم يولد الأمل وافتحن قلوبكن لحياة جديدة فلن يشعر بك أحد غيرك
[email protected]
أضف تعليق