كثيراً منا لا يعرف كيف يُهاجم فيروس (كورونا) ويحتال على خلايانا، وما هي بالضبط الآلية والمسار الذي يتخذه في أجسامنا، هذا الفيديو الذي أعدته قناة (الآن) يشرح بالتفصيل رحلة الفيروس في جسم الإنسان.

فيروس (كورونا) المستجد، هو من فيروسات الجهاز التنفسي، وأول الأعضاء التي يصيبها في جسم الإنسان، هو الحلق فالقصبة الهوائية، ثم الرئتين، ولكن كيف يصيب الخلايا في هذه الأعضاء، وكيف ينتشر، ولماذا يُشكل الخطورة الأكبر عند وصوله إلى الرئتين؟ هذا ما سنعرفه في التقرير التالي.
يدخل الفيروس في جسم الإنسان من خلال الجهاز التنفسي فقط، أي من الأنف الذي يشكل البوابة الخارجية أو من الفم الذي يلتقي مع الأنف في تجويف البلعوم، والذي يفضي بدوره للجهاز التنفسي، أو من العين التي تتصل بالأنف عن طريق القناة الدمعية.

يتغلغل الفيروس في الأنسجة وصولاً للخلايا، والخلايا تكبر الفيروس بألاف المرات، تقوم الخلية بشكل مستمر بصنع البروتينات والحمض النووي الخاص بها، وفي الوقت نفسه يمتلك فيروس (كورونا) حمضاً نووياً أيضاً، لكنه لا يمتلك آلية نسخ ومضاعفة هذا الحمض، لذلك يحتاج إلى خلية ليقوم بهذا الدور، لكن كيف يحتال الفيروس على خلايا جسمنا؟

يوجد على غشاء خلية الإنسان أنزيمات تسمى (ACE2) والأنزيمات هي غالباً مركبات بروتينيه، ويمتلك الفيروس بروتينات ناتئة أي بارزة على سطحه، لديها القدرة على الاتصال والارتباط بإنزيمات (ACE2) بشكل ذكي وخادع، لأن بروتيناته الناتئة تطورت لتكون مفاتيحاً لأنزيمات الخلية وهنا يبدأ الهجوم.

إذ يعمل الفيروس بعد الارتباط على صهر وإذابة غشائه البروتيني الخارجي مع غشاء الخلية ويدخل الخلية ثم ينشر الحمض النووي الفيروسي، هنا تقع الخلية فريسة هذه الخدعة وتقرأ الحمض النووي الفيروسي، وتبدأ بصنع نسخ كثيرة منه، وتصنع بروتينات ناتئة أيضاً، وهكذا تنتج الخلية أعداداً كثيرة من الفيروسات.

تغادر الفيروسات إلى الحواف الخارجية للخلية، كي تخدع وتُهاجم خلايا أخرى، وهكذا ينتشر الفيروس ويزحف عميقاً في الجهاز التنفسي، حتى يصل الرئتين ويتغلغل فيهما، وصولاً للشعب الهوائية في الرئتين التي تحتوي قنوات وحويصلات هوائية.

وهنا أيضاً تكمن الخطورة بعد مهاجمة الفيروس خلايا الشعب والحويصلات الهوائية، تكون كل خلية هناك قادرة على إنتاج ملايين الفيروسات قبل أن تنهار وتموت، وهنا يبدأ عجز الحويصلات الهوائية من القيام بدورها، وهو نقل الأوكسجين القادم من الخارج إلى الدم، ونقل ثنائي أوكسيد الكربون من الدم إلى الخارج، وهذا هو جوهر عملية التنفس.

يؤدي عجز الحويصلات الهوائية إلى امتلائها بالسوائل وفي كثير من الأحيان بالخلايا الميتة أيضاً، التي قتلها الفيروس، ما يؤدي إلى التهابات رئوية حادة تُعيق التنفس، وفي بعض الأحيان تكون ردة فعل الجهاز المناعي قوية جداً إذا يبدأ بهجوم الخلايا الرئوية فيسرع ذلك إلى امتلاء الرئتين بالخلايا الميتة والسوائل، ويضع المريض في وضع تنفسي حرج جداً، ما يمكن أن يؤدي إلى الوفاة.

لذا تكون الحالات حرجة جداً عند المصابين الذي يعانون أساساً من أمراض أو قصور في الرئتين، والتدخين يُسبب ضرراً بالغاً للرئتين، لذلك ينصح بشدة ترك التدخين دائماً وخصوصاً في هذه الفترة التي يتفشى فيها هذا الفيروس القاتل.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]