بعد الموجة الجديدة لفايروس "كورونا" نضال جديد يلوح يطرق الابواب، حيث قرر الممرضات والممرضين الانضمام الى المعركة لأسباب عديدة منها انعدام القوى البشرية العاملة والنقص الحاد بالممرضين والممرضات مقابل الارتفاع الكبير لمرضى "كورونا" مع إعادة فتح أقسام جديدة، يتزامن ذلك مع دخول 759 ممرضة وممرض إلى الحجر الصحي، حتى أصبح مجال التمريض شأنه شأن المجالات الأخرى التي تنهار في البلاد بفعل "كورونا" ولم يعد لملائكة الرحمة طاقة للتحمل "نحن ننهار، لم يعد ممكنًا".

وأعلنت نقابة الممرضات في البلاد، اليوم الأربعاء، عن اضراب طوارئ بدءً من يوم الاثنين القادم، كخطوة احتجاجية على وضع الممرضين والممرضات في البلاد والضغط الكبير عليهم وظروف عملهم.

رئيسة النقابة، ايلانا كوهين، كتبت في رسالتها:  "خلال الأسبوع القادم سيبدأ اضراب طوارئ في المستشيات والعيادات وصناديق المرضى ومراكز صحّة الجمهور، وذلك من منطلق مسؤولية وطنية ومن أجل وقف الانهيار الذي يتعرّض له جهاز الممرضين والممرضات في البلاد". وأضافت أنّ "وزارة المالية، على ما يبدو، لا يعمل بالفعل من أجل وضع حياة الانسان وصحّة الجمهور في رس سلّم الأولويات، لم يتبقى أمامنا خيار إلا باتخاذ خطوات تصعيدية تنظيمية"، على حدّ تعبيرها.

وبحسب معطيات وزارة الصحة أمس كان 759 ممرضة وممرض في العزل. وبالمقارنة، قبل شهر واحد فقط، كان عدد الممرضات والممرضين في العزل المنزلي او الحجر الصحي 124 فقط - بزيادة أكثر من 500 %. بمعنى انه يتم تقاسم العبء بين عدد أقل من الممرضات والممرضين، مقابل ارتفاع عدد الاقسام العاملة، وكذلك عدد المرضى، يزداد.

بالأمس، أرسلت إيلانا كوهين، رئيسة اتحاد الممرضات والممرضين الإسرائيليين، رسالة إلى وزير المالية يسرائيل كاتس طالبت فيها بمقابلته من أجل منع الإضراب، حتى قبل أن يسمح لها القانون بتنفيذ الإجراءات التنظيمية.

وأكدت كوهين في رسالتها الى ان الممرضات والممرضين ينهاروا، ففي الوقت الذي تحتاج فيه الدولة إلى قوة عاملة. يتم التخلي عن هؤلاء الاشخاص ويتم تجفيف نظام الرعاية الصحية.

في نهاية الشهر الماضي، أعلنت الهستدروت عن نزاع عمالي. وقالت في بيانها "على الرغم من قرار تخصيص معايير معينة لعلاج المرضى الا انها لم تكن مزودة بطاقم عمل. هذا يعني أن الممرضات والممرضين يضطرون للعمل في ظل غياب القوى العاملة وتحت ضغط شديد، ما يضعف قدرتهم على توفير الرعاية المناسبة لجميع المرضى".

نقص حاد في الممرضين والممرضات دون اهتمام حكومي

عادل اكتيلات مدير عيادة التمريض في صندوق المرضى كلاليت لواء الناصرة: ازمة "كورونا" بدأت بالتفاقم منذ شهر اذار والطواقم الطبية هم موجودون في الصف الامامي على اخلافهم وخاصة الممرضين حيث انهم موجودين في الجبهة الأولى للعلاج في المستشفيات او العيادات العامة، الوضع كان مربك ولم يتوقع أي شخص ان تصل كمية المرضى الى هذا العدد ولم نعلم توع المرض وتأثيره ومداه وبعد انتهاء الموجة الأولى باشرنا حياتنا الطبيعية ورأينا ان هذه الخطوة لم تكن صحيحة لان الموجة الثانية نرى انها على نطاق أوسع حيث نصل الى الاف المرضى وجميع هذه الأرقام تحتاج الى متابعة واهتمام وتزويد العلاجات اللازمة، كل هذه الأمور تسبب ضغط كبير في العمل في العيادات والمستشفيات، القوى العاملة هي جزء من مجتمع وللأسف الشديد فان طواقمنا تتأذى من هذه التجمعات خصوصا وانه يوميا هناك طواقم تتحول للحجر الصحي. عدد المرضى يرتفع وطواقم طبية تدخل الى الحجر ولا يوجد أي توظيفات جديدة كما وعدت الحكومة او أي دعم علما انه هناك ممرضات وممرضين عبروا امتحان الدولة.

وتابع: من ناحية أخرى نريد ان نقوم بعملنا كما يجب وان لا نقصر مع المرضى وان نعطي الأجوبة بالشكل الصحيح خصوصا ان معظم المرضى هم أصحاب الامراض المزمنة، نحن نعطي خدمة كاملة في ظل جائحة "كورونا" التي تزداد وتتفاقم وبالتالي قرر الطاقم الطبي ان يقوم بالأضراب، علما انه قبل ذلك لم يهتم وأعطى كل ما لديه على امل ان يتم تزويد المستشفيات بطواقم طبية جديدة ولكن لم يجري ذلك، لذلك قررنا ان نبدأ بخطوات احتجاجية.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]