استجاب رئيس الموساد الإسرائيلي يوسي كوهين لطلب رئيس الحكومة نتنياهو باستمرار توليه رئاسة جهاز الموساد لستة أشهر اضافية وحتى حزيران العام القادم، بعد أن كان عليه إنهاء رئاسته مع نهاية العام الجاري، طلب نتنياهو تضمن أسباب هذا العرض بالتمديد : التحديات الأمنية التي تواجه إسرائيل، وفي تفاصيل هذه التحديات نجاح كوهين بنسج علاقات طيبة غير مسبوقة مع عدد من الزعامات والقيادات العربية، كما أنه لعب ولايزال دوراً هاماً في ترسيخ العلاقات الإسرائيلية الخاصة مع كل من الأردن ومصر، كما كان له دور كبير ومؤثر في توفير عدد كبير من أجهزة التنفس الصناعي مع ظهور وباء الكورونا وربما الأهم في هذا السياق دوره الخاص في الحرب السرية ضد إيران.
ومن المتوقع أن استجابة يوسي كوهين لطلب التمديد، ستلقى ترحيباً واسعاً من كافة الأوساط الإسرائيلية، الرسمية والحزبية وحتى الشعبية. وحسب تقييمات إسرائيلية، فما يميز كوهين أنه رجل علاقات عامة بامتياز، فإضافة إلى الوسائل والتفاصيل التقليدية في العمل الاستخباري لا يزرع العملاء الصغار فحسب، بل إنه يقيم علاقات طيبة ودية مع هؤلاء القادة متبرعاً بتوفير الحماية لهم في مواجهة شعوبهم بالدرجة الأولى. وهي المهمة التي نجح بها كوهين بامتياز عندما دفع بالعلاقات الإسرائيلية مع أنظمة عربية إلى مستويات غير مسبوقة تحت شعار المصالح المشتركة، أنظمة تفتح ملف التطبيع مع الاحتلال على اتساعه مقابل توفير الحماية تحت بند المواجهة مع عدو وهمي وهو إيران. كوهين يضيف إلى هذه الميزات اعتماده المتزايد على التقنيات الحديثة، وذلك عندما شكل وحدة إلكترونية تضم 2000 عنصر من بين 6500 عنصر تشكل كافة الوحدات.
وعلى الأرجح فإن الأشهر القادمة من رئاسة كوهين للموساد ستتركز على إقناع قادة عرب بعدم اتخاذ خطوات جدية لمجابهة تنفيذ عملية الضم وإعلان السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية المحتلة، وما زعمته صحيفة «إسرائيل اليوم» مؤخراً من أنّ زعماء عرب قد أكدوا عدم اكتراثهم بالضم يشير بوضوح الى أنّ وراء ذلك كان كوهين الذي من المتوقع أن يستمر على هذا الطريق باعتبار أن هذه إحدى أهم مهماته في فترة التمديد.
وعلى عكس معظم قادة ورؤساء الأجهزة الأمنية والاستخبارية فإن كوهين نسج علاقات طيبة مع وسائل الإعلام ويحرص على اللقاء معهم بشكل شبه منظم إسرائيليين وأجانب، حيث يلتقي معهم في مكتبه في مبنى الموساد عند تقاطع طرق جليوت شمال تل أبيب، وما دام الحديث عن علاقته بوسائل الإعلام فإنه سبق وأن توعد باغتيال رئيس فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني في مقابلة أجرتها معه مجلة ميشباخا أي العائلة في تشرين الأول العام الماضي، عندما قال «إنّ على سليماني أن يعلم أن التخلص منه ليس مستحيلاً»، والباقي أصبح بعلم الجميع حتى لو كانت أميركا هي التي أعلنت عن مسؤوليتها في التخلص من سليماني.
وعندما يقوم نتنياهو باتخاذ قرار بتمديد رئاسة كوهين للموساد لا بد وأن تحضر نظرية المؤامرة من جديد، ذلك أن تصرفات وقرارات نتنياهو ليست «لوجه الله» فحسب، بعض المشككين في قرار نتيناهو عادوا للتذكير إلى استطلاع للرأي نشرته صحفية «جيروزاليم بوست» بمناسبة عيد رأس السنة اليهودية العام الماضي حول الشخصية الأكثر قبولاً لدى جماهير الليكود لخلافة نتنياهو، تبين من خلاله أن رئيس الموساد يحتل المركز الأول، وقالت يديعوت أحرونوت في ذلك الوقت أنّ كوهين تعهد في وقت سابق بالانضمام إلى الحياة السياسية بعد انتهاء فترة ولايته للموساد للمنافسة على قيادة الليكود ودون انتظار لخلاقة نتنياهو!
[email protected]
أضف تعليق