وباء كوفيد 19 الذي لا يحمل جواز سفر لأي دولة أو ديانة، ودخل بدون تأشيرة دخول، واجتاز حدود البلدان والقارات، فأربك العالم بكافة طبقاته، وشل حركة العالم في كل المرافق والميادين.
لا شك أن هذا الحدث سيغير مجرى التاريخ وأساليب التفكير في كل العالم بما في ذلك موازين القوى واتّباع استراتيجية جديدة في أعقاب انتشار وباء الكورونا الذي شهده العالم. والسؤال الذي يطرح نفسه: هل البشرية جمعاء ستسدل الستارة على هذا المشهد التاريخي وتعود الحياة والمياه إلى سابق عهدها، وكأنه لم يحدث شيء، وننسى ما خلفه هذا الوباء من متاعب وأزمات وكوارث انعكست سلبًا، وقد نتعلم درسا يجعلنا نتّخذ نهجَ حياة مختلف، وقد تعود ثقة المجتمع بنفسه وقدرته على تجاوز الأزمة والمحنة وتخفيف الأضرار ووقف التدهور أم سيفرض نظاما عالميا؟
حقيقة يصعب تقدير العواقب على المدى البعيد وكشف الأنظمة العالمية ومساهمتها في تقوية وتعزيز الوطنية، أما على الصعيد الأمريكي فإن العالم قد غير رأيه ونزع ثقته جزئيا من الإدارة الامريكية بقيادة ترامب الذي أظهر عدم كفاءته وتخبط إدارته.
هذا ويعتقد المحللون أن فكرة حرب بين أمريكا والصين بسبب أزمة الكورونا محتملة، وهناك علامات تشير إلى أن الأزمات بين الدولتين تتّسع وتشهد توترا يوما بعد يوم. أما الدول التي عالجت الأزمة بنجاح سيكون لها دور في عالم ما بعد الكورونا.

في اعتقادي أن ذاكرتنا قصيرة وبدأت تظهر علامات العودة لممارسة الحياة الطبيعية، وبدأنا ننسى ما حل بنا والثمن الذي دفعناه اقتصاديا، سياسيا، تربويا، اجتماعيا، ونفسيا، وكان رجوعنا إلى ذكر الباري عز وجل نابعًا من الخوف والارتباك كما هو طبع الإنسان اللجوء الى الله والدين في ظروف صعبة وغير مستقرة فقط!

 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]