قبل فترة كنت أنظف مقابل المحمص الذي كنت امتلكه بواسطة صُنْبُور المياه واثناء ذلك أوقف سائق عابر سبيل سيارته وقال لي بلغته
-" الا تخجل من هدر المياه بهذه الطريقة والدولة بحاجة إلى كل نقطة"
نظرت إلى وجهه واجبته بحدة:
*ماذا.. قتلتم وورثتم؟
تفاجئ من رد فعلي وسألني:
- انت درزي؟
قلت له بحدة:
*انا انسان.. ما لك وما لي انتمائي المذهبي.
ثم اضقت بهدوء قائلًا:
*أي نعم انا درزي ولكن لست ممن تعودت عليهم بصفتك السيد، وانما ممن هم ما زالوا متشبثين بتاريخهم المجيد في تحرير اوطانهم من الاستعمار.
رد قائلا:
-اراك حولت الموضوع إلى معركة، إني امازحك.
قلت له بعد ان تفرست في وجهه وكان بالغًا في السن:
أنتم ابوات المعارك والحروب.
عاد وقال:
-إني امازحك فانا أحب الدروز، إن الدروز أناس لطفاء
قلت له:
*أن لست ممن تتحدث عنهم
اخذ ينصرف وهو يهز برأسه ويتمتم:
-درزي مجنون.
قلت بصوتٍ عالٍ كي يسمع وكان قد ابتعد:
مجنون يسطحك يا ابن.....
واضح وكما تقول امثلنا الشعبية باننا "اركبناهم على الحمار فمدوا اياديهم إلى الخرج، او اننا منحنهم الاصبع فأردوا اليد كلها"
ما اردت ان أقوله هو أننا يجب ان لا نقبل بهم أولياء لأمورنا.. نتصرف بوحي من اراداتهم ورغباتهم، علينا أن نصب انظارنا مباشرة إلى انظارهم لنفهمهم بأنهم لا يتفوقون علينا بشيء وعندها يمكننا أن نفرض ارادتنا.
اخي العزيز رفيق حلبي.. ان رفض ممن حلوا في قرية " اجزم" المهجرة التي أطلقوا عليها اسم "كارم مهرال" هؤلاء الذين قتلوا هجروا وورثوا، لا يفهمون في أصول الجيرة الحسنة ولا بالقيم الإنسانية، مهما قدمت لهم من تضحيات، ان الشارع المذكور كان قبل قيام الدولة ولا يحق لهؤلاء الغزاة منعنا من ممارسة حقنا الطبيعي على الملك العام.
[email protected]
أضف تعليق