كشفت هيئة كبار العلماء في دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي أن خطبة العيد ليست شرطاً لصحة الصلاة، بل تصح صلاة العيد من دونها، كمن يصلي العيد ثم ينصرف، فإن صلاته صحيحة باتفاق أهل العلم، ولا يطلب ممن يصليها في بيته، حتى في الأحوال العادية، أن يخطب لنفسه أو لمن يصلي بهم في بيته، وكالنساء اللاتي لا يشهدن صلاة العيد في المصليات والمساجد ويصلينها في بيوتهن، فإنه لا يُخطب لهن، وتصح صلاتهن، فمن يصلي العيد في هذا الوضع الاستثنائي من باب أولى.
جاء ذلك في فتوى أصدرتها الهيئة عن حكم صلاة العيد مع وضع فيروس «كورونا»، نظراً للظروف الحالية التي تمر بها الدولة.
وأفادت الفتوى بأن صلاة العيد سنة مؤكدة عند المالكية والشافعية، وواجبة عند الحنفية، وفرض كفاية عند الحنابلة، دلت على مشروعيتها السنة الصحيحة، ومنها مواظبة النبي صلى الله عليه وسلم عليها منذ أن شرعت في السنة الثانية للهجرة، ووقتها بعد طلوع الشمس وارتفاعها قدر رمح إلى الزوال، وأجازها الشافعية بعد الشروق مباشرة، وهي من شعائر الإسلام الظاهرة التي تتأكد المحافظة عليها وإظهارها، ما لم يمنع من إظهارها خوف على النفس أو المال، كأن كان هناك مانع من خوف على النفس بسبب وباء كهذا الوباء الذي نعيشه، الذي عُذر الناس بسببه من الجُمع والجماعات والتراويح وغيرها، فضلاً عن المحاضرات وموائد الإفطار وسائر التجمعات الرسمية والاجتماعية والعائلية، كل ذلك من أجل منع انتشار عدوى الفيروس الضار بين الناس، وذلك إعمالاً لمقصد الشرع الشريف من الحفاظ على النفس، الذي هو الكُلي الثاني من الكليات الخمسة في نظر الشريعة الإسلامية، وكل الشرائع السماوية المنزلة، وأخذاً بمبدأ السعة في الشريعة الإسلامية، التي جعلت أداء العبادات ــ ومنها صلاتا العيدين ــ على اليسر والسعة، كما قال صلى الله عليه وآله وسلم: «إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم»، كما أخرجه الشيخان من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه.
ومن سعة الشريعة أنها وإن أعملت مقصدها الأساس في الحفاظ على الناس، ودفع الضرر عنهم، بإغلاق المساجد والمصليات حتى يفرج الله تعالى عن عباده ويرفع الضر عنهم؛ فإنها قد وسعت في أداء هذه الشعيرة الإسلامية بأدائها فرادى في البيوت أو مع الأسرة الصغيرة، فيصليها الرجل في بيته، وتصليها المرأة في بيتها بكيفيتها المعروفة، عند الجمهور، خلافاً للأحناف، الذين لا يرون أداء صلاة العيد في البيوت. وصفتها - عند الجمهور - ركعتان بنية صلاة عيد الفطر، أو عيد الأضحى - في حينه - يكبر للإحرام، ثم يكبر التكبيرات الزوائد، وهي سبع تكبيرات، يفصل بين كل تكبيرة وأخرى بقدر سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، وإن كبر ست تكبيرات أجزأه، فهو مذهب السادة المالكية والحنابلة، ثم بعد التكبيرات يشرع بقراءة الفاتحة والسورة، والأولى أن يقرأ بعد الفاتحة سورة الأعلى، وفي الثانية الغاشية، أو ما تيسر له، فإذا قام إلى الركعة الثانية كبر التكبيرات الزوائد خمساً بعد تكبيرة القيام، ثم يقرأ الفاتحة والسورة، وبذلك يكون قد أدى صلاة العيد ونال أجرها، كاملاً غير منقوص، إن شاء الله تعالى.
أما بقية سنن العيد من التكبير المطلق الذي يشرع من حين أن يعلم بدخول هلال شهر شوال إلى الشروع في صلاة العيد، والتكبير المقيد بعد الصلوات في الأضحى، فإن على المسلم والمسلمة أن يؤدياه فرادى أو جماعات، فهو من آكد سنن العيد، فإنه شرع في العيد، والأمر فيه للندب اتفاقاً، فتنبغي المحافظة عليه والإكثار منه.
فعلى المسلم الحريص على فضيلة صلاة العيد في بيته ألا يفوتها لكونها لا خطبة لها.
أما بقية سنن العيد من الغسل والتطيب ولبس أحسن الثياب، وأكل التمرات قبل الصلاة في الفطر، فإنها سنن مقصودة في يوم العيد لذات اليوم وفضله، لا لأجل حضور الصلاة، فسواء أكان هناك حضور لصلاة العيد أم لا، حتى الحُيَّض والنفساء، فإنه يسن لهن الإتيان بهذه السنن.
التهنئة بالعيد
أفادت هيئة كبار العلماء في دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي بخصوص التهنئة بالعيد وصلة الأرحام، في هذا العيد، بأن الوضع لا يختلف عن غيره، إلا من حيث عدم التواصل المباشر، كما اقتضت ذلك التوجيهات الرسمية، فيهنئ المسلم أقاربه ومن يعرف ومن لا يعرف بطرق برامج التواصل الاجتماعي، ولا ينبغي كسر الحجر الصحي والتوجيهات الصحية والرسمية من أجل زيارات العيد، فكل إنسان يعذر قريبه وغيره، فللضرورة أحكامها، وكل إنسان عليه أن يحمي نفسه وغيره، فهذا هو الواجب الشرعي والنظامي الذي يتعين الالتزام به.
[email protected]
أضف تعليق