خلال المشوار السياحي، يُدرج كثيرون عروض الأوبرا والباليه والمسرح على جدول الزيارات، بخاصّة عند قصد وجهة تُعرف بفرق الفنون المرموقة، أو بمسارحها التي تمثّل الجولة فيها رحلة ثريّة بالمعلومات الخاصّة بالعمارة والديكور والتاريخ. اليوم، ومع الحجر المنزلي الوقائي من فيروس "كورونا" المستجدّ (كوفيد_19)، يفتح بعض المسارح أبوابه للزيارات الافتراضيّة، وبعض عروضه للمشاهدة بالمجّان.

1. مسرح البولشوي 

يمتلك مسرح البولشوي رمزيّةً تاريخيّةً في العاصمة الروسيّة موسكو، سواء لناحية بنائه الذي صمّمه المهندس المعماري جوزيف بوفي، أو لعروض الباليه والأوبرا والرقص التي تُقدّم على خشبته، مع الإشارة إلى أنّ فرقة البولشوي للباليه مرموقة على المستوى العالمي. ففي سنة 1776 منحت الإمبراطورة كاثرين الثانية امتيازًا للأمير بيوتر أوروسوف لتنظيم عروض المسرح والغناء، وغيرها من عروض الترفيه. بيد أنّ مسرح بتروفسكي احترق سنة 1805، فبني مسرح البولشوي على أنقاضه. وكان أوروسوف استعان بالبهلواني ميخائيل مدوكس وشريكٍ تجاري هو روسوفيل إنجليشمان لدعم فرقة البولشوي. علمًا أنّه منذ نشأة المسرح في القرن الثامن عشر، هو رُمّم أكثر من مرّة، وآخرها سنة 2011.

يقع بناء مسرح البولشوي بالقرب من الكرملين. يعدّ المبنى مثالًا عن العمارة الكلاسيكيّة الروسيّة، ففي واجهة البناء، ثمانية أعمدة، يعلوها تمثال لأبولو يقود عربته (الكوادريجا)، التي تجرّها الأحصنة. دواخل المسرح مبهرة؛ الأقمشة القرمزية المزخرفة بزخارف بلون الذهب، ومجموعة منوعة من أعمال الأرابيسك تجعل المكان شبيهًا بقصور الأبهة.

تقام جولات في المبنى للمهتمّين، باللغتين الروسيّة والإنجليزيّة، ويمتدّ كلّ منها لساعة، ويتضمّن مجموعة من 15 إلى 20 فردًا.

من جهةٍ ثانيةٍ، تحتوي مجموعة متحف مسرح البولشوي على معروضات تُقدّر أعدادها بمئتي ألف عنصر، بما في ذلك رسوم تصاميم الأزياء لفنانين روس بارزين، بالإضافة إلى نماذج مُصغّرة من العروض في قرون فائتة، والأزياء والممتلكات الشخصيّة لممثّلين مشهورين والصور الفوتوغرافيّة والأيقونات...

• للزيارة الافتراضيّة، اضغط هنا

2. أوبرا لندن الملكيّة 

تقع أوبرا لندن الملكيّة في "كوفنت جاردن"، وسط لندن. كان شُيّد البناء الأوّل في سنة 1732، وكان يُطلق عليه في الأصل المسرح الملكي، وشغل دور المسرح للمئة سنة الأولى من تاريخه. علمًا أنّ قدّم أوّل عرض علني على بيانو في إنجلترا سنة 1767، في ما يعرف بدار الأوبرا الملكيّة راهنًا. وخلال الحرب العالميّة الثانيّة، استخدم مبنى دار الأوبرا الملكية قاعة للرقص. لكن، بعد الحرب، قبلت فكرة الدعم العام للفنون، فاتخذ قرار بإنشاء دار الأوبرا الملكيّة كمقر دائم على مدار العام لشركات الأوبرا والباليه المعروفة الآن باسم الأوبرا الملكية والباليه الملكي. علمًا أن المبنى أيضًا موطن لأوركسترا (أوركسترا دار الأوبرا الملكية) وجوقة. يستوعب المكان 256 مقعدًا.

تتعدّد أسباب زيارة سائحي لندن للمكان، وعلى رأسها المتعة بالعمارة المذهلة. صُمّم المبنى كما نراه اليوم من الـ"سير" إدوارد م. باري في سنة 1857، وبحسب أسلوب العمارة الـ"باروك"، لو أنّه لم يُشيّد خلال سيادة نمط الـ"باروك" في العمارة، لناحية أشكال الأقواس والسلالم الكبيرة والقباب والأعمدة الملتوية. وفي سنة 1975، وسّع المسرح، وخضع للتحديث. ثم، في سنة 1997، خضع المكان لأعمال تجديد واسعة، ففرغ من المشروع في سنة 1999، علمًا أنّه هدم جزء كبير من المبنى لإفساح المجال لمجمّع جديد ومحسّن. بقيت القاعة الرئيسة، ولكن أُعيد بناء أقسام المسرح. ثمّ، خضع المسرح لبعض التجديد في سنة 2014، في مشروع كان يهدف إلى تحسين المداخل واللوبي ومسرح Linbury، الموجود داخل مجمع دار الأوبرا الملكيّة. أمّا السبب الثاني للزيارة، فهو مشاهدة العروض.

تأسّست فرقة الباليه الملكي في سنة 1931 على يد راقصة أيرلنديّة تدعى نينيت دو فالوا، التي تعاونت مع منتج إنجليزي ومالك مسرح يدعى ليليان بايليس، وشرع الزوجان في إنشاء شركة باليه، بالإضافة إلى مدرسة باليه. إشارة إلى أن عروض الأوبرا في دار الأوبرا الملكيّة بدأت منذ منتصف القرن التاسع عشر، ولكن كانت فرق أوبرا متنقلة مختلفة تؤدي العروض. بعد الحرب العالمية الثانية، تقرّر أن هناك حاجة إلى شركة أوبرا مقيمة تؤدي باللغة الإنجليزية، فولدت الأوبرا الملكيّة.

اليوم، ومع انتشار وباء "كوفيد_19"، تبث دار الأوبرا الملكية برنامجًا للعروض عبر الإنترنت والدروس الرئيسة بالمجّان، وذلك بعد أن ألغت العديد من إنتاجاتها القادمة أو أجّلتها. على البرنامج عبر الإنترنت، إنتاجات مثل: "مُغامرات أليس في بلاد العجائب" والعرض العرض الأوبرالي العالمي "لاترافياتا" من تأليف الكاتب الأوبرالي الإيطالي الشهير جوزيبي فيردي.

• للزيارة الافتراضية، اضغط هنا
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]