لكل امرأة دورها الهام بموقعها، المرأة الجدة، الأم، الزوجة، الأخت، الصديقة، وزميلة الدراسة والعمل، دور مؤثر على محيطها بنسب متفاوتة.
التحديات الكبيرة أمام كل امرأة تريد أن يكون لها تأثير إيجابي على مجتمعها، خاصةً مجتمع متقوقع بغالبية بالذكورية، هي مهمه بغاية الصعوبة، وأحياناً لدرجة اليأس والاستحالة. لكن مسؤوليتها الكبيرة ووعيها، ومشاعرها الملتهبة تجاه فلذات اكبادها ومجتمعها ككل، تجعلها تهب هبة تصرخ فيها عالياً: "لا للعنف، لا للإجرام، لا للسماح بانقراض الإنسانية والضمير، لا لقلب ٱم يموت حزنا على اولادها ، لا لمجتمع أصبح يعيش الخوف ليل نهار ، لا للاستسلام للواقع المر ".
طريق الألف ميل يبدأ بخطوه أولى مع إدراكنا الكامل لصعوبة البداية، لكن بالإرادة والعمل المشترك لوضع برامج وخطط مدروسة جيدا نستطيع بناء قاعده اوليه للبدء بتأثير النساء على ارض الواقع. على سبيل المثال:
1. إختيار مجموعة نساء واعيات لديهن القدرة على اكتساب المهارات والقدرات لتمرير فعاليات ومحاضرات تربوية بالمدارس. من المفضل أن تحتوي المجموعة على نساء مع قصص واقعيه مؤلمه نتيجة العنف، والعمل بتناسق مع الهيئة التدريسية، لتمرير الفعاليات لعدة أجيال بدءً من الصف الاول إلى نهاية المرحلة الثانوية. يجب الاهتمام بتوصيل المعلومات لكل جيل بحسب استيعاب وقدرة جيله بطرق تناسبهم.
كذلك من المهم إدخال فعاليات لا منهجيه بالمدارس بعد الدوام، فعاليات تشمل عدة برامج منها مشاركة الأهل مع اولادهم الطلاب بفعاليات لمساعدة العائلات المستورة، أو ليوم تطوع ببيت المسن الخ ...
وكما من المفضل إدخال برامج تثقيفية عن مقاومة العنف بشكل فكاهي حتى تترسخ بذهن الطلاب، وتؤثر بتفكيرهن
2. محاولة كل امرأة التأثير على محيطها من الرجال المثقفة الواعية التي تدرك مسؤولية مقاومة العنف، والتي يهمها الأمان والاستقرار بالمجتمع، للمشاركة جنبا إلى جنب مع النساء بعدة فعاليات حتى نصل لأكبر عدد من المجتمع والتأثير الإيجابي للنوايا الحسنة بمقاومة العنف. كما ولكي نؤثر إيجابيا على جيل الشباب الصاعد من المفضل أن نستعين برجال تملكهم الندم لخسارتهم الكبيرة بعد أن طغى العنف على عقولهم.
3. حلقات توعيه بنوادي النساء لجميع أحياء وحارات البلد، وتبادل زيارات بين جميع النوادي حتى نزرع روح المودة والإنسانية وتقبل الآخر للجميع.
بنود لا تنتهي ولكن التصميم والإرادة والعمل المشترك حتماً سيؤثر إيجابيا على مجتمعنا، طريقنا صعبه وطويله، لكننا خلقنا لنعيش بأمان نحن وأولادنا واحفادنا، الأمان والاستقرار للجميع.
من نافل القول أنّ هنالك مسؤولية حكومية في مواجهة الشرطة، ونعم نحن نتهم الشرطة بالتقصير، لكن دعونا لا ننسى أنّ لنا دورًا يجب أن نأخذه، دورنا كنساء، ودورنا كمجتمع، الالتفاف بين جميع الأطر لمواجهة العنف قادر على النهوض بمجتمعنا ومحاربة الآفة التي باتت تقض من مضاجعنا جميعًا.
[email protected]
أضف تعليق