نشارككم اليوم بياننا نحن الطلبة الفلسطينيون لتكون هذه الخطوة ضمن عملية توحيد للجهود الطلابية الوطنية. تشهد اليوم الحركة الطلابية صعوداً لفاعليتها وأثرها النضالي، بعد تراجعٍ أصابها إثرَ النهايات المؤلمة للإنتفاضةِ الأولى والتي انتهت بصفقة أوسلو. ولكننا موقنون أن الحركة الطلابية الفلسطينيّة تنمو كنبتةِ «الجذمور» التي تُرى بالعين كنباتات منفردة منفصلة، ولكنها واقعًا أجزاء مترابطة تحت الأرض، لتجتمع وتجسِّد نبتةً صلبة، ضاربةً جذورها ومنغمسةً في الأرض.
تتشابكُ الحركة الطلابيّة بنضالِ شعبها منذُ بدايات القرن العشرين، وانبثقت المنظمة الأولى تحت عنوان «الاتحاد العام لطلبة فلسطين» مرورًا بالمراحلِ النضاليّة الحاسمة التي مرَّ بها شعبنا، وشكلت عصب المقاومة في وجه المستعمِر الصهيوني والإمبرياليّة الأوروبيّة والأميركيّة. تُمارس الحركة الطلابيّة نضالها حاملةً نظريةً عادلةً لشعبها، وتقدميّةً إزاء شعوب العالم وطموحاتها بالتحرّر. تدورُ ممارستنا نحو تحفيز وعي نضاليّ منغمسًا بالواقع ومتصديًا للمشاريع الاستعماريّة سواء المعرفيّة، الاقتصاديّة، الاستيطانيّة والسياسيّة.
في ذكرى النكبة الثانية والسبعين لشعبنا، وما نعايشه اليوم من جائحة عالمية تضعنا أمام تحدٍ مضاعف بسبب حالة التشرذم والتشتت التي فرضها علينا الاحتلال، وبالرغم من وجود خط فلسطيني مُهادن ومستسلم للواقع، وفي ظل غياب رؤية وطنية توحد الكل الفلسطيني في الوطن والشتات، وإغراق شعبنا في البحث عن لقمة العيش اليومية من خلال فرض ظروف اقتصادية صعبة يعاني منها أبناء وبنات شعبنا في كافة أماكن تواجدهم، وفي ظل استمرار الحملة المسعورة للاحتلال الصهيوني من استهدافٍ لكوادر الحركة الطلابية الفلسطينية، ونخص بالذكر زميلنا يزن مغامس نموذجًا للقيادة الطلابية. يضعنا هذا المشهد أمام مسؤولية وطنية تتحرك فيها كل الأجسام والقوى الوطنية والديمقراطية من أجل استنهاض قضيتنا.
في الوقت الذي ينشغل العالم كله لمواجهة فيروس كوفيد- 19، يستغل الاحتلال الصهيوني الظروف المواتية لتوسيع نشاطه الاستيطاني دون رادع ضمن صفقة القرن؛ بعد اتفاق الحكومة الجديدة في الكيان على مشروع ضم الأغوار، نشهد تحركاً عسكرياً واسعاً في المنطقة. وكذلك استمرار مشروع بناء المراوح في الجولان، والاستهداف اليومي لأهلنا في القدس المحتلة.
تعي الحركة الطلابية الفلسطينية أن مجمل المجريات السياسية ساهمت ولا تزال في اختلاق الفُرقةِ داخل الصف الفلسطيني وتعميق الشرذمة. إلَّا أن ذات الظروف هي ما تعيد انسجام مفاهيمنا السياسية والاجتماعية العليا التي نؤكِّد من خلالها على تحرير الأرض وسيادتنا عليها، والاستقلال السياسي، الاقتصادي والمدني. وإدارة مؤسساتنا الثقافية والإنتاجية بالعدالة الاجتماعية والمساواة الجندرية، أي بما لا يرهن مستقبل الأسير أو العامل والمعلم وجميع مخرجات أرضنا بالقوى الاستعمارية الاحلالية على أرضنا.
هذا النشاط الطلابي تمخض عن إدراك يقتضي أن الإنسان الفلسطيني قادر على عبور موقعه المادي بين "ضفةٍ وغزة وداخلٍ وشتات"، ليشكل وثبة نهضوية في قراءة مساراتنا الوطنية والمعرفية عبر استحداث وسائلنا في التواصل، التحقق، التوثيق، الأرشفة، التفكير، التفكيك وتقديم البدائل المعرفية، الحراكية والشعبية بأشكالها المباشرة وبما تقتضيه الحاجة.
[email protected]
أضف تعليق