ان فلم ورائك للمبدعة الجميلة رنا أبو فريحة من أكثر الأفلام الشفافة الواضحة المميزة والمتميزة المبهرة لأبعد الحدود بجرأته, وتركيبته الذي يتركنا مع الكثير من ردود الفعل منها المؤيدة ومنها الغير متحمسة , و لقد نجحت رنا وبذكاء من خلال كاميرتها ان تدخلنا للحياة المركبة الغير سهلة المليئة بالتحديات التي اختارتها المربية الفاضلة الجريئة الراحلة ردينة أبو فريحة التي درست في مدارس اهليه وتعلمت هنالك ان على الانسان ان يختار ما هو الأفضل ان يبادر في صنع التغيير ان لا يخاف من شيء لطالما هو مقتنع باختياراته ولطالما انه يبحث عن تنشئة جيل مثقف واع متعلم يعرف ما يريد ويعرف ما لا يريد
سبعون دقيقة ونصف الدقيقة تلخص حياة مليئة بالتحدي والإصرار بدأت قبل ما ثلاثين عام عندما اختارت المربية ردينة ابنة جت التي درست في مدارس أهلية من الزواج من مهندس بدوي من تل السبع
رغم معارضة البعض على هذا الزواج الا انها أصرت لأنها امنت بشريك حياتها وبدأ التحدي الثاني عندما اختارت ان تنتقل هي وزوجها واطفالها الخمسة لمستوطنة عومر التي تبعد خمس كيلومتر عن تل السبع لأنها ارادت ان ينعموا اطفالها بحياة افضل كانت خائفة عليهم من العادات المعقدة وكانت تريد ان تضمن لهم حياة اجتماعية امنة مرهفة ففي نظر المربية الراحلة ردينة البنت مثل الولد عليها ان تتقدم وتتطور
ويكبر الأولاد والبنات ويشجعوهم الاهل على الابداع والتمييز بعيدا عن العادات والتقاليد البدوية حيث
ينظروا للإنسان كانسان وليس كدين او قومية يتحدثون العبرية بطلاقة ولا ينسون العربية ولا يهملوها لكنهم يعملوا على تحقيق أهدافهم وطموحاتهم في التطور والتمييز فيدرسون في افضل الجامعات منهم من تختار موضوع الطب ومنهم من يدرس الهندسة ونرى ان منهن من تختار ان تعيش خارج البلاد فتحظى بدعم اسرتها المحبة الداعمة فيحق للبنت ما يحق للولد في السفر والإقامة في الخارج والبحث عن الذات
وعندما يشتد المرض على الام تطلب ان تدفن في عومر فهي تقيم فيها منذ عشرون عاما ومن البديهي ان تدفن فيها ولكن لا يسمح لهم فهي مسلمة والمقبرة معدة فقط لليهود فتدفن في قريتها بجت وهنا فقط تفهم عائلتها ان ليس الجميع ينظر للجميع كانسان وان ليس الجميع لديه الوعي الكافي لتقبل فكرة ان يتساوى الجميع في هذه الدولة وان من سابع المستحيلات إقامة مقبرة مشتركة تجمع بين جميع الطوائف
الف تحية وقبلة ووردة للمخرجة رنا أبو فريحة ابنة المربية الراحلة ردينة أبو فريحة لأنها وثقت كل ما وثقته بأمانة كبيرة وشديدة فقد امتد تصوير الفلم لمدة سبع سنوات عرفتنا على الوجه الحقيقي للأمومة ماذا يعني ان تكون ام لبنات ارتنا الثمن الباهظ الذي كان عل أمها دفعه للمجتمع لكي تخرج بعائلة مثقفة وثقت لنا من خلال كميرتها ان المرأة تستطيع ان تتحدى وتنجح ان كان معها رجل يؤمن بها ويحتويها
هي بفلمها هذا وتوثيقها الرائع ومرافقتها لامها مدتنا بأدوات جديدة عن كيفية تخليد ذكرى من نحبهم بكافة مراحلهم مراحل الامل مراحل الألم مراحل الخوف مراحل الفراق
[email protected]
أضف تعليق