ربما يكون الإغلاق والبقاء في المنزل أمرا لا يطاق بالنسبة إلى كثيرين، حتى من الناس العاديين، فما بالك بأولئك المغامرين الذين لا يمكنهم البقاء في منازلهم، وغالبا ما يمارسون أنشطة خارجية، ويسافرون من أجلها إلى دول أخرى بعيدة.

وفي ظل ظروف الإغلاق المطبّقة حول العالم لمكافحة تفشي فيروس كورونا المستجد، فكر كثيرون بحلول مبتكرة مكنتهم من ممارسة هواياتهم والعديد من نشاطاتهم الخارجية في منازلهم.

وشارك العديد تجاربهم ومغامراتهم مستفيدين من مواقع وتطبيقات التواصل الاجتماعي مثل "تيك توك" و"إنستغرام" و"فيسبوك"، لإنتاج مقاطع فيديو لأنفسهم وهم يتجولون في المطارات ويحدقون من نوافذ الطائرات ويمارسون تسلق الجبال.


تسلق جبل ثلجي

وفي إحدى هذه التجارب، ظهر فيليب كلاين هيريرو بعد أن خرج من كيس نومه، وهو يتسلق جبلا ثلجيا، ويتزلج على المنحدرات قبل أن يسقط على الأرض.

وأنجز هيريرو، الذي يعيش في مدينة برشلونة الإسبانية، هذه "المغامرة" رغم التزامه بقواعد التباعد الاجتماعي وعدم خروجه من شقته على الإطلاق.

ووفقا لشبكة "سي إن إن" الأميركية، فقد أمضى هيريرو 10 ساعات في إنشاء رحلة تزلج كاملة من ملاءات الأسرة ومعدات التزلج التي تجمع الغبار عليها منذ أن ألغى رحلته السنوية للتزلج إلى فرنسا بسبب تدابير الإغلاق.

وبدلا من السفر وانتهاك القرارات والتدابير، لجأ هيريرو إلى كاميرا "غو برو"، التي كان قد سجل عليها مقاطع فيديو خلال رحلته السابقة، ثم استخدم كل ذلك في "السفر والتزلج داخل شقته".

وعندما نشر الفيديو على موقع يوتيوب، حظيت مغامرته "الداخلية" على أكثر من 600 ألف مشاهدة.

وقال هيريرو، الذي أشار إلى أنه استوحى فكرته في البداية من مقاطع فيديو لأشخاص يواصلون ممارسة الرياضة في المنزل: "أردت أن أشعر وكأنها مغامرة جبلية حقيقية.. عندما نشرت الفيديو، حقق رواجا هائلا.. لم أتوقع هذا الكم من المشاهدات".

وانتشرت فكرة هيريرو على منصة "ريديت"، فقام شاب آخر، هو توماس سيرفيتي، بإنجاز فكرة مماثلة في التزلج على الماء مستخدما لوح تزلج وملاءات الأسرة والمناشف وخزائن الكتب لتحقيق فكرته المذهلة في منزله بماليزيا.

واجتاحت فكرة تنفيذ المغامرات في المنزل موقع "إنستغرام" وأصبحت أكثر شيوعا على موقع "تيك توك"، خصوصا بعد رواج وسم "السفر من المنزل" وكذلك الوسم "تحدي السفر من المنزل".

وظهر أحد مقاطع الفيديو الأولى والأكثر شعبية في 4 أبريل عندما قامت مستخدمة بتصوير نفسها وهي تحتسي الشراب بينما هبطت رحلتها في جزيرة سانت مارتن، في حين كانت "طائرتها" في الواقع عبارة عن أرضية مرصوفة، أما النافذة فكانت باب غسالة.

كذلك قامت الكندية من أصل مصري، دينا بطي، بإنجاز فيديو مستخدمة مقطع من أغنية لبوب مارلي، فيما تتظاهر بأنها تلقي نظرة عبر نافذة طائرتها، لكنها في الواقع كانت تنظر إلى باب الغسالة مستخدمة شاشات وضعت بذكاء.

وفي اليونان، حوّل ساكيس تانيمانيدس جهاز المشي إلى ممر متحرك وحزام ناقل للأمتعة كتلك المستخدمة في المطارات، حيث كان يخطط للقيام بعدد من الرحلات السياحية قبل أن يلغي فيروس كورونا تلك الخطط.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]