يلامس محمد عساف حجرة النص ويدخل الى بهو القداسة في عالم الشاعر المرحوم محمود درويش …يدخل البهو بكامل غموضه ويتقدم أكثر في شظاياه ليترجم كل الإشارات والرموز الأسطورية ويتابع الكشف عن المخبوء وآلية العناء المعرفي ويجند نفسه لخدمة الوصول بالانسانية الفلسطينية الى مناطق بعيدة عن الجذب والقحط والدمامة عابرا كل الأودية القاحلة معرجا على كل الرموز المبطنة.
اغنية عساف انشغلت بالهم اليومي وادخلتنا في حس الدهشة وكينونة اللحظة التاريخية للارض الفلسطينية معتمدا على النص الرمزي والكلمة المعرفية والبؤر النافذة والتشكيل المستند الى الاندفاع النغمي وطراوة اللحن وايقونة التوزيع وشفافية الإخراج.

لم يكن الموضوع فقط هو المحور الذي تدور عليه اغنية عساف على هذه الأرض بل الكلمات والحالة والهم اليومي وما يعتريه من فرح وحزن كان الهاجس الكبير لإضافة جمالية النص الى لذة الانتصار .
ابهرنا عساف بهذه الاغنية وهذا العمل الفني وهذا الأفق الجمالي صانعا للبوح كيانا فيزيائيا جديدا وكأنه يدخلنا في حس تلاحمي وادوات خيالية حررتنا من الظاهر والمرئي والجزئي والحرفي .
هذا العمل العسافي هو حالة اشتهاء …حالة ذاكرة فلسطينية ناصعة غير مشطورة وغير مفككة.

عساف أدخلنا الى فلسفة الفيض ورسالته خلقت جوا فنيا استثنائيا ليفصح عن ثقافته الكبيرة الممتلئة بمخزون مركب فانتازيا وسحريا.
اخيرا عساف فنان مشحون بعنصر المفاجأة…له الحب والاحترام والتقدير ولعمله النجاح.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]