فيروس كورونا المستجد يلوث الأسطح والهواء في محيط المرضى لمسافة قد تصل إلى أربعة أمتار في أحدث الدراسات

الرائحة والتخلص منها، هل تؤدي الى اختراق المرض؟ إحدى الصعوبات الرئيسية في مكافحة تفشي وباء كوفيد-19 هي في صعوبة تشخيص المرض. تواجه العديد من البلدان نقصا في البنية التحتية المخبرية المناسبة لاختبار مئات الآلاف من العينات في وقت قصير، ومع التحديات الناشئة عن طبيعة الاختبارات الحالية، والتي تجد صعوبة في الكشف عن تركيزات منخفضة جدا من الفيروس وبالتالي فهي فعالة فقط بعد فترة طويلة من الإصابة.

أيضا على هذه الجبهة هناك العديد من مجموعات البحث في إسرائيل، التي تحمل استراتيجيات مثيرة للاهتمام، من بينها استراتيجية الانف الالكتروني التي طورها البروفيسور حسام حايك من التخنيون، المعهد الإسرائيلي للتكنولوجيا في مدينة حيفا.

 البروفيسور حسام حايك من كلية الهندسة الكيميائية في التخنيون قام بتطوير "الأنف الإلكتروني" منذ سنوات، والذي يسمح بتشخيص الأمراض من خلال تحليل تركيبة الهواء التي تنبعث من الشخص خلال الزفير. وتنتظر الشركات التي أسسها في لموافقة النهائية لتقنية تشخيص السل ونوع محدد من السرطان بناء على تركيبة الهواء خلال الزفير.

ويوضح البروفيسور حايك من مدينة الناصرة:  "تماما كما أن لكل شخص بصمة إصبع فريدة، فإن كل مرض له بصمة كيميائية في الفم، ويمكن تحديده بمزيج من نظام استشعار كيميائي وصناعي". ويضيف "يستشعر النظام النفخة في أداة ويحلل مكونات الهواء. التي تتعرف على بصمة الرائحة لأمراض معينة، تماما كما تتدرب الكلاب على اكتشاف رائحة معينة".


ويقوم شركاء البروفيسور حايك في الصين بتدريب النظام للكشف عن تنفس مرضى كورونا من خلال زفير مئات المرضى. ويقول حايك "اليوم، تعرف كيف تتعرف على مريض الجهاز التنفسي بدقة تصل إلى 95 في المائة". ويضيف "إن التحدي الحالي الذي يواجهنا هو تعليم الجهاز تحديد المرضى مبكرا قبل ظهور الأعراض السريرية للمرض. ونحن نقوم بذلك في دراسة أجريت في ووهان، على مجموعة مكونة من حوالي 300 متطوع. نموذجنا لا يزال صغيرا جدا، ولكن النتائج التي توصل إليها شركاؤنا هناك مشجعة جدا".

وتأتي اختبارات حايك متزامنة مع ما أظهرته دراسة أجريت في مستشفى ميداني في ووهان ونشرتها المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها إن فيروس كورونا المستجد يلوث الأسطح والهواء في محيط المرضى لمسافة قد تصل إلى أربعة أمتار.

وكون الفيروس الذي ينتقل في الجو من خلال عطاس المرضى أو تنفسهم، قادرا على الانتقال مسافة قد تصل إلى أربعة أمتار، لا يعني أن هذه الجزيئات ستكون بكميات كافية لإصابة آخرين. وأخذ الباحثون الصينيون عينات في قسم الانعاش (15 مريضا) في مستشفى هوشينشان في ووهان في 19 شباط/فبراير والثاني من آذار/مارس، ومن قسم العناية العادية الذي يضم مرضى أقل خطورة (24 منهم).

وقد بني هذا المستشفى جيش حقيقي من العمال في غضون عشرة أيام مع بدء انتشار الوباء في المدينة الصينية. وأخذت العينات من الأرض وفأرة الحواسيب وسلال المهملات وحواجز الأسرة ومعدات حماية الطواقم الطبية وفتحات التهوية ومن هواء الغرف في أماكن عدة.

وكتب الباحثون في دراستهم أن الفيروس "كان منتشرا بشكل واسع في الجو وعلى أسطح المعدات في قسم الانعاش وقسم العناية العادية ما يشكل خطرا محتملا مرتفعا لإصابة الطواقم الطبية والأشخاص الذين يكونون على تماس قريب". كانت أكثر المناطق تلوثا تلك الواقعة قرب المرضى في قسم العناية المركزة. أما أكثر القطع تلوثا فهي فأرة الحاسوب تليها سلال المهملات والأسرة وقبضات الأبواب.

المصدر: i24

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]