تحيي الكنائس التي تسير حسب التقويم الغربي، اليوم، الجمعة العظيمة و"رتبة الآلام"، قبل أن تحتفل بسبت النور وأحد القيامة أو "عيد الفصح".

وكانت هذه الكنائس احتفلت، مساء أمس، بـ "خميس الأسرار" حيث اقتصرت القداديس والصلوات على المطارنة، والكهنة، والرهبان، والراهبات، دون جمهور المؤمنين، بسبب جائحة "كورونا".

وقال الاب ابراهيم فلتس مستشار حراسة الأراضي المقدسة ل بكرا ان يوم جمعة العظيمة يوم حزين في القدس حيث كان العالم يتابع درب الصليب في شوارع القدس وكانت هذه الشوارع تعج بمسيحي العالم , يسيرون في طريق درب الالام أضافة الى مشاركة المواطنين من كل الاراضي المقدسة في البلاد , لكن للأسف في ظل جائحة الكورونا سيكون درب الصليب مقتصر على عشرة اشخاص فقط.

واضاف هذا لم يحدث في التاريخ, ولكن دائما نقول بعد الالام هناك القيامة ولا قيامة بدون الم ولا انتصار بدون عذابات ولكن ان شاء الله احتفالنا بقيامة السيد المسيح من بين الأموات نحن معه قائمون من هذا الوباء والفيروس والمرض وهذه الظروف الصعبة.

وقال غبطة البطريرك ميشيل صباح بطريرك القدس للاتين سابقا ل بكرا ان الجمعة العظيمة هي من اهم الأيام في السنة في الايمان المسيحي , نذكر موت السيد المسيح على الصليب , موته من اجل الخلاص البشرية جمعاء , وفي الأسبوع كله نحتفل كل يوم بصلوات خاصة لهذه الذكرى.

وأضاف في هذا العام كل الاحتفالات الخارجية الغيت بسبب تهديد الوباء والاوامر المعطاء لعدم تفشي هذا الوباء, الصلاة لله سبحانه وتعالى وهي تجوز في كل مكان , طبعا صلاة الجماعة هي الصلاة المباركة حيث يجتمع البشر كلهم ويرفعون صوتهم الى الله ولكن حين يتعذر ذلك وهذا عام تاريخي حصل ذلك قبل خمسة قرون بحيث كان هناك وباء وانقطاع عن الصلاة , في أيامنا هذه لأول مرة يحصل انقطاع عن الصلوات والبقاء في البيوت واغلاق بيوت العبادة, لذا كل بيت يصبح كنيسة وبيت لله. في هذا الاسبوع سنذكر السيد المسيح ولن ننقطع عن الصلاة رغم اغلاق الكنائس, فالمؤمنون لا ينقطعون عن الصلاة, اما عبر التواصل الاجتماعي او في البيوت.

ومن جهته اشار الامين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات الدكتور حنا عيسى الى ان فلسطين جميعها تحتفل بالفصح المجيد، مسلمين ومسيحيين، كاحتفالهم بالفطر السعيد والأضحى المبارك مجتمعين متحدين، مؤكداً على علاقة الأهل في فلسطين من مسيحيين ومسلمين، فهي علاقة العيش المشترك واحترام الأخر كوننا نعبد الله الواحد ونعيش في وطن واحد وهمومنا وقضايانا واحدة.. و الأهم في ذلك أن هذه العلاقة القائمة مبنية على الحب المتبادل والمودة والصدق لا تشوبها العيوب والنواقص.

وأضاف: "إن احتفالنا اليوم بعيد الفصح المجيد يشوبه الحزن وقلوبنا تعتصر ألما على ما تشهده القدس العربية ارض الطهارة والمقدسات من جراح وتدنيس وهي لا تزال ترزح تحت نير الاحتلال الإسرائيلي"، مؤكداً على ان الحق فلسطيني في أرضه ثابت ستتحقق رغم المرحلة العصيبة التي تمر بها و التي تستوجب من الجميع التحلي بالمحبة وقيم التضحية والعلو والسمو على الخلافات الجانبية لبلوغ إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

ودعت الهيئة ان يعم السلام مدينة القدس أولاً، والعالم بأسره ثانياً، مشيرةً الى ان التعايش والتآخي الفريد من نوعه في فلسطين بين المسلمين والمسيحيين والذي يظهر بشكل جلي في هذه المناسبات والاعياد، حيث يتشارك المسلمون والمسيحيون فرحة اعيادهم.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]