إن ارتداء حمالة الصدر يسمح بالمحافظة على الصدر لتفادي أن يترهل الثدي، هذا في الخيال الجماعي. ولكن هل هذا حقيقي؟ وما الذي سيحدث إذا توقفت عن ارتداء هذه القطعة؟ هل يتسبب الأمر بالإصابة بسرطان الثدي؟

لأسباب جماليّة أو من أجل الراحة استخدمت المرأة الحمالات من أجل العناية أو زيادة حجم الثدي منذ العصور القديمة، ولكن أول حمالة للصدر كالتي نعرفها اليوم ظهرت في العام 1889.

وإذ أصبحت حمالة الصدر منذ ذلك الوقت أكسسواراً أساسياً في لباس الأنثى، إلا أنها أصبحت كذلك سلاحاً لمطالب وقضايا المرأة منذ سبعينيات القرن الماضي من خلال العبارة "اتركي حمالة الصدر"، حيث ينظر إليها على أنها رمز للقمع الذي تعاني منه النساء.

وفي أيامنا هذه يقرر المزيد والمزيد من النساء عدم ارتداء حمالة الصدر: لقد تمت ولادة حركة اطلق عليها عبارة "بلا حمالة صدر". ولكن ما الذي يحدث فعلاً عندما تتوقفين عن ارتداء حمالة الصدر؟
 

"بلا حمالة صدر": هل يعني ذلك المزيد من الراحة والصدر المشدود؟

في الخيال الجماعي، فإنَّ ارتداء حمالة الصدر يسمح بالمحافظة على الصدر لتفادي ترهل الثدي. ولكن في الواقع، فإنَّ الصدر لا يحتاج إلى حمالة. وهذا ما يقترحه د. جان – دينس رويلون وفقاً لـ"فام أكتويال". ففي العام 1997 بدأ هذا الطبيب الرياضي المتقاعد والبروفسور سابقاً في جامعة فرانش – كومتي بتتبع حالة 320 امرأة من أجل دراسة تطور الثدي لديهن بلا حمالة صدر.

فما هي استنتاجاته؟ حمالة الصدر ليست ضرورية للمحافظة على الصدر، كما أنه قد يكون لارتدائها نتائج عكسية. وفي ما يلي ما أثبته الطبيب لدى النساء اللواتي توقفن عن ارتداء حمالة الصدر:

• ترتفع حلمة الثدي (بمتوسط 7 ملم في العام).
• يصبح الصدر مشدوداً.
• تختفي علامات التمدد.
• يصبح التنفس أفضل.
• الشعور بالراحة أكثر.

فما هي فرضية د. جان – دينس رويلون لتفسير هذه الظواهر؟ يقول الطبيب لوكالة الصحافة الفرنسية AFP: "إذا ارتدت الأنثى حمالة الصدر حالما يبدأ ظهور الثدي، فإنَّ جهاز دعم الصدر في الجسم لا يعمل بشكل صحيح، وتصبح أنسجة التعليق ممتدة".

تمَّ إجراء أبحاث د. رويلون على مجموعة محدودة جداً، وبالتالي لا يمكن تعميم هذه النتائج، ومن الصعب استخلاص النتائج. على الرغم من ذلك، فإنَّ التغييرات التي وصفها هذا الطبيب أثبتتها بعض النساء اللواتي اخترن عدم ارتداء حمالة الصدر.

هذه هي الحال بشكل خاص بالنسبة إلى كليمينتين لافوتي التي قالت لـ هوفنغتون بوست "بعد أن توقفت عن ارتداء حمالة الصدر لمدة عام كامل لم يعد صدري متهدلاً والحلمتان صارتا أقل حساسية ولم أعد أعاني من ألم الظهر وأصبحت أقف بشكل مستقيم أكثر من ذي قبل". ولكن الأهم من ذلك كله أنها تشعر بالحرية. وتقول: "لقد حررت صدري وهذا بلا شك أفضل قرار اتخذته في حياتي".

حمالة الصدر والإصابة بسرطان الثدي
إذا بدا أنّ ارتداء حمالة الصدر له عواقب من حيث الراحة والناحية الجمالية، فهل لهذا الأكسسوار علاقة بسرطان الثدي؟ تشير بعض الأبحاث إلى ذلك الأمر ولكن لم يتم إثبات النتائج. وتشير الأبحاث إلى أنَّ الاحتقان الذي تسببه حمالة الصدر قد يبطىء تصريف الليمفاوية، الأمر الذي سوف يسمح للسموم بأن تتراكم، وبالتالي قد تسبب زيادة خطر الإصابة بالسرطان.

وهذه الفرضية تمَّ دحضها كلياً من قبل أبحاث أخرى، مثل تلك التي نشرت في العام 2014 في المجلة العلمية - علم وبائيات السرطان Cancer Epidemiology, Biomarkers & Prevention والتي أجريت على 1500 امرأة. وأكدت الدراسة: "كان خطر الإصابة بسرطان الثدي متماثلاً بغض النظر عن عدد الساعات التي ترتدي المرأة خلالها حمالة الصدر، وما إذا كانت تلبس حمالة صدر بسلك سفلي أم لا، وبغض النظر كذلك عن السن الذي بدأت به الأنثى ارتداء حمالة الصدر".

وشارك في هذا الاستنتاج خبراء آخرون مهتمون بهذه المسألة: "لا يوجد أي إثبات علمي جدّي يبرهن على وجود علاقة بين ارتداء حمالة الصدر بسلك سفلي – أو أي نو

المصدر: سيدتي 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]