قال ليئور شلاين، في بوست آني، وبحق، أن جانتس قام بتنفيذ شعار "كاحول لافان" الانتخابي: "لم يعد هناك يمين ويسار، إسرائيل أولاً"، ففي الشق الأول، قام بمسح اليسار.
من الصعب وصف حجم الخيبة والشعور بالخيانة الذين أصابا مليونين من المصوتين الذين منح ممثلوهم لجانتس حق تركيب الحكومة. من الصعب وصف خيبة وغضب والشعور بالخيانة لدى 46 من أصل 61 عضو كنيست قدموا التوصية للرئيس بإلقاء مهمّة تركيب الحكومة على جانتس. وهو، بعمل جبان ومخزٍ، قام بنقل هذا الحق إلى نتنياهو، المتهم بثلاث لوائح اتهام جنائية خطيرة، والذي سيحظى بفضله بتأجيل محاكمته إلى ما لا نهاية.
في ظل المعارك الانتخابية الثلاث، ساهمت بحصّتي قدر استطاعتي من أجل استبدال حكومة نتنياهو بطرق متنوعة وشتّى. ومع مرور الوقت أصبحت قريبا ومستشارا في إطار الجهود التي أفضت إلى تشكيل كاحول لافان، ومؤخرا عملت مع مندوبي المشتركة، وبضمنها التجمع، من أجل ضمان 15 داعما لتفويض جانتس بتركيب الحكومة. التقيت بهبة يزبك، التقيت بجمال زحالقة، وكلاهما وطنيان إسرائيليان عربيان مناهضان صريحان للإرهاب. توجد بيننا اختلافات في الآراء، لكن المشترك بيننا هو الحفاظ على الديمقراطية والمساواة في إسرائيل كأهم شيء. كلا، لا تنبض في قلبهم "نفس يهودية تواقة..." وإنما روح عربي إسرائيلي يبحث عن حياة مشتركة محترمة وتحظى بالاحترام. لحسن حظي، ما زال بإمكاني النظر في عيونهم، لأن خيانة جانتس – هذه المرة – جاءت بحقي كما جاءت بحقهم.
يقوم معسكر جانتس، في هذه الأيام، بابتكار رواية مُختّرَعة مفادها أن لابيد ويعالون فضّلا انتخابات رابعة، ولذلك لم تكن أمامه أي فرصة إلا اتخاذ الخطوة التي قام بها. هُراء وسوء نفس، كل ما طلبه لابيد ويعالون هو أن تستغل كاحول لافان قوتها في الكنيست، أن تقوم بتعيين رئيس جديد وبعدها تقوم بسنّ قانون لا يسمح لشخص متهم بمخالفات جنائية بشغل منصب رئيس الوزراء، أو أن يحظى بالتفويض لتركيبها. كل ذلك اعتبارا من الكنيست الـ 24. بهذا، كان سيتم استبعاد إمكانية خوض نتنياهو للانتخابات كمرشح لرئاسة الحكومة. بعد هاتين الخطوتين، اللتين استطاعت كاحول لافان إتمامهما، كان الوضع سيتغير من النقيض إلى النقيض. كان الليكود الذي لا يستطيع نتنياهو الوقوف على رأسه سيصبح شريكاً محتملاً في حكومة طوارئ. كانت أحزاب أخرى من كتلة اليمين ستعيد التفكير بطريقها بصورة مغايرة. لم تكن هنالك حاجة بعد للزحف إلى حكومة يرأسها نتنياهو.
يعرف كلّ من جانتس وأشكنازي هذا الأمر جيدا، وما المحادثات التي استمرا بإجرائها مع نتنياهو من وراء ظهر شركائهم في هيئة القيادة وإخفائها عنهم، إلا دليل على حجم الخيانة التي ارتكباها بحق إرادة ناخبيهم.
قلبي مُثقل، وما أثقل النقد الذي أوجّهه إلى شخصين احترمتهما وسرت وراءها (مخدوعا)، لكننا – ونحن في سعينا لإقامة الدولة - لم نستسلم لما اعتبرناه سوءًا ومسّاً بالأخلاقيات، حتى حين كان ضعفاء. ولذلك، فإن الاستسلام والتملق للزعرنة الموجهة ضد الديمقراطية الإسرائيلية، وخصوصا من موقف القوة، إنما يدعو جانتس للخجل، يدعونا نحن داعموه للخجل، وسيُخلّد في سجلات التاريخ للأبد.
لا نملك إمكانية رفع اليدين. سيكون علينا أن نتجند بصورة ديمقراطية، عرب إسرائيل ويهود إسرائيل الليبيراليون والديمقراطيون، نحن الذين نشكّل معا الأغلبية في صفوف الشعب وفي سجلّ أصحاب حق الاقتراع.
[email protected]
أضف تعليق