بقلم: الناشطة الجماهيرية غيداء ريناوي زعبي
في زمن الصعاب تتجه أنظار البشر الى الله أولا ثم الى بعضها البعض ثانيا لتسأل المعونة والسكينة.
وفيما يعتكف غالبية أفراد المجتمع العربي بيوتهن حماية لأنفسهم وخشية على أحبتهم، يمتلئ القلب فخرا بما نراه من اشعاعات نور متمثلة بما يقدمه العديد من شبابنا وشاباتنا من خلال مبادرات تطوعية لمساندة ومساعدة العائلات المستورة والفئات المسنة. ويثلج الصدر مشاريع جماهيرية يقودها رؤساء المجالس المحلية العربية ومديرات ومدراء لجمعيات أهلية ولجان شعبية.
ما نراه اليوم هو ما كنا دائما نتفاخر به. مجتمع يحمل قيم ثمينة كالتكافل الاجتماعي والكرم والتضحية، قيم ظننا أنها فقدت ولم تفقد.
إننا الأن نواجه أزمة صحية عالمية. أزمة تنشر المعاناة الإنسانية ، وتصيب الاقتصاد العالمي وتزيد من حياة الناس صعوبة وتعقيد.
وهي لحظة تتطلب من الاقتصادات الرائدة في العالم اتخاذ إجراءات منسقة وحاسمة ومبتكرة في مجال السياسة العامة. وعلينا أن نعترف بأن أشد البلدان فقرا وأكثرها ضعفا — ولا سيما النساء وفئات مهمشة أخرى — ستكون أشد البلدان تضررا.
وفي ظل هذه الأزمة العابرة, يعيش مجتمعنا العربي، وضعاً سياسياً اقتصادياً واجتماعياً غير اعتياديا يتأثر بعدة عوامل داخلية وخارجية وقد نجمت عن هذه التحولات تداعيات كبيرة رأينا منها على سبيل المثال :حملات سياسية من خلال شبكات التواصل الاجتماعي والدعوات المختلفة للتغيير في السياسات المحلية وتوحيد الجهود البرلمانية حيال تفاقم التحديات والمخاطر وتهديدات اليمين العنصري . وقد طالبت هذه الحملات بأهمية وجود تمثيل نسائي وشبابي في التمثيل البرلماني والمحلي.
لا يخفى على أحد أننا بتنا نعيش في صراعين، داخلي وخارجي :الداخلي هو وضع مجتمعنا العربي الاجتماعي في ظل تفشي ظاهرة العنف والأجرام. والخارجي ،وهو كل ما يتعلق بسياسة الدولة، ناهيك عن شح الميزانيات و مشاكل التخطيط والبناء وغيرها.
كلنا يعلم أن السياسة هي فن الممكن. السياسة التي تصبو إلى تغيير الوضع القائم من خلال النظم المتبعة في اللعبة الديمقراطية، السياسة تستوعب ثقافة عصرها، وتأخذ بالحسبان القوانين الموضوعية التي تحكم الوضع القائم. هذه السياسة هي التي تنجح في التغيير وتخلق واقعاً جديداً، وثقافةً جديدةً، وتخرج من الصراع منتصرةً.
مما لا شك فيه أن القيادات العربية في البلاد هي قيادات وطنية, مسؤولة, تحمل الهم الجماعي وهي بنهجها السياسي في السنة الأخيرة قد أثبتت أنها تقود مجتمعنا الى النظر بواقعية وموضوعية الى حالنا وامكانيات التغييروالنضال المدني نجو مستقبل أفضل.
قوتنا بوحدتنا. فنحن لا نريد أن نعود الى وضعيتنا عشية انتخابات ابريل 2019 التي تمثلت بالتشرذم والمناكفة السياسية. مطلب المجتمع هو الوحدة وهي الخيار الأمثل في هذا الواقع المركب.
المهمة الجماعية القادمة هي تمكين مؤسساتنا الوطنية, تحديدا مأسسة العمل الجماعي في القائمة المشتركة ولجنة المتابعة العليا ولجنة الرؤساء القطرية, وتكثيف العمل الوحدوي من خلال هذه الأطر. لكي ننجز هذه المهمة التاريخية علينا بتنظيم انفسنا ومؤسساتنا مهنياً وتقديم الاجابات الرشيدة للجيل الجديد من الشباب.
أنظر الى زملائي وأصدقائي القياديون في السياسة العربية واقول لهم " أكملوا !! فأنتم وأنتن في الطريق السليم, ونثمن عاليا مجهودكم لما تقدموه من أجل المصلحة العامة, مصلحة المجتمع العربي في البلاد".
[email protected]
أضف تعليق
التعليقات
شو انتي قدمتي..انسانة انتهازية..بتدوري على الماصب بدون مبادىء ما بدنا نصايح من تاجرة زيك..وفخك هو مذمة النا