كل ما ستقرأونه في ما يلي خُطط له ينفّذ بموجب جداول زمنية سريعة وغير مسبوقة، وبأساليب جديدة لا يستطيع أحد ان يضمن نجاحها، وحتى إن لم يطرأ أي خلل او عقبات في المسار، فليس من المنتظر عملياً وصول لقاح (مصل، أو تطعيم) بمقاييس تجارية الى الأسواق قبل منتصف العام القادم.
ولذا فان مهمة صناعات الأدوية لا تقتصر فقط على البحث عن لقاح، بل انها تنطوي على طاقات واحتمالات لإيجاد حلول إضافية عديدة لحالة الطوارئ التي وجدنا انفسنا في خضمّها، الى حين إيجاد ذلك الحل للقاح الموعود.
شركات الأدوية، ومن بينها "طيفع" أحسنت وأجادت، على مدى سنوات، تجنيد قوى عاملة فائقة المهارة، بمن في ذلك العلماء الرائدون في مجالهم، وخبراء التخطيط واللوجستيكا (النقل)، وخبراء الأوبئة، والمتخصصون في مجال الذكاء الاصطناعي، وغيرهم. وبالإضافة الى ذلك، أقامت هذه الشركات منظومات تفعيل هي من بين الأحداث عالمياً، ومخزونات للمعلومات العلمية والمعطيات المتشعبة.
أدوية ومضادات ومواد تعقيم
واذا ما استغرق التطوير المعجّل للقاح مدة تتراوح ما بين عام الى عامين فمن الممكن اتخاذ خطوات وإجراءات هامة، بل بُدئ عملياً باتخاذها في المدى الزمني الفوري، حيث يجري تعزيز وتفضيل خطوط الإمداد والإنتاج تبعاً للضرورات والاحتياجات المستمدة من الميدان ومن المجتمع ومن الطواقم الطبية والمستشفيات. كما يجري بشكل حثيث انتاج الادوية الحيوية للعلاج المساند للمرضى، مثل المضادات الحيوية (الانتي بيوتيكا) الخاصة بمعالجة التلوثات الجانبية (الثانوية) التي يمكن ان تضرّ بالمرضى، وكذلك الأدوية الخاصة بتخفيض الحرارة وتسكين الأوجاع، إضافة الى مواد التعقيم (مثل "سبتول" لتعقيم اليدين – صناعة "طيفع" – و"سبتل سكراب" لتعقيم الجلد، المستخدمة يومياً وبكميات متزايدة في المستشفيات التي تكافح مرض الكورونا). كذلك، يجري الاختبار السريع للأدوية سبق تطويرها لأغراض أخرى من أجل ملاءمتها للهدف المستجد المتعلق بالفيروس، بينما يبدي خبراء الذكاء الاصطناعي ومحللو المعطيات مساندة في اطار المحاولات لتحديد اتجاهات نحو استراتيجيات مستحدثة لمنع العدوى والاختبار الدقيق لأية معلومات كفيلة بالعثور على طرق ممكنة لتطوير علاجات طليعية خارقة للعادة.
ليس من شأن أيّ إجراء ان ينفّذ دون تلك البنى التحتية الهائلة والمتقدمة المتوفرة لدى صناعة الأدوية العالمية التي بُنيت وتأسست على مدى سنوات عديدة، ودون خبرائها المهرة البارعين المرابطين على الجبهة العلمية والتكنولوجية.
كلّ ما ذُكر، مجنّد في هذه الأيام لتقديم العون الفوري، وليس فقط العون للمدى البعيد – وذلك لصالح المعركة التي تخوضها البشرية جمعاء ضد هذا الفيروس الذي داهمها على حين غرة، ودون سابق انذار.
[email protected]
أضف تعليق